الرؤية للمفهوم والأهمية: 1 من أصل 2
في إحدى الندوات العلمية بالمؤتمر العلمي السنوي لتطوير أداء الجامعات في ضوء معايير الجودة الشاملة ونظم الاعتماد*، تقدم الدكتور فايز مراد بإطار مرجعي عن معايير مقترحة لجودة التعليم في مصر، متحفظاً على استعمال مصطلح الجودة الشاملة في عنان المؤتمر، وكانت رؤيته أن الحديث عن الجودة فقط أصيل في مجال التربية وفي ذلك استند إلى تحليل إبراهيم حسن [1993] والذي يشير إلى أن الحديث عن الجودة الشاملة يميل أكثر إلى الارتباط بالمجالات الأخرى حيث كثر في ارتباط ما يحدث في مجال اتفاقات التجارة الحرة وحرية تداول المنتجات السلعية والخدمات، ولقد انعكس ذلك في المجال التربوي بنشأة حركة المعايير القومية منذ ثمانينيات القرن الماضي والتي أدت إلى مشروعات لعمل معايير في مجالات مختلفة في بعض الدول العربية، حيث يشير صبري الدمرداش [1995] إن حركة المعايير القومية سوف تختفي في القريب العاجل وما يرتبط بها من مفهوم “الجودة الشاملة” الذي وظف في مجال التعليم العالي.
وفي هذا الإطار فإن المداخل تشمل عنصر واحد فقط هو المفهوم التقليدي والحديث لجودة التعليم ذلك المفهوم الذي ارتبط بعمليات الفحص والتحليل والتركيز فقط على الاختبارات النهائية دون مراجعة القدرات والمهارات الإدراكية والحركية والمنطقية والسلوكية، لذلك تحول هذا المفهوم التقليدي للجودة في التعليم إلى توكيد جودة التعليم والذي يستند بالدرجة الأولى على ضرورة اختيار معدلات نمطية للأداء وبناء منظومات لإدارة جودة التعليم، ومع صعوبات التطبيق ظهرت أهمية بالغة لتطبيق إدارة الجودة في التعليم والتي تحتاج مشاركة الجميع لضمان البقاء والاستمرارية لمؤسسات التعليم وهو أسلوب تحسين الأداء بكفاءة أفضل.