يجب على المعلمين
3من اصل3
وأخيرًا، يقترن موضوعًا التسامح والعدالة الاجتماعية عادةً بدرجة عالية من الحدَّة الانفعالية؛ فعندما يشعر الناس بأن مواقفهم يُستخفُّ بها، أو أنهم في موقف دفاعي، قد يبدو أن قدراتهم المعرفية تنحسر وتحل محلها المشاعر الانفعالية. يواجه غالبية الناس صعوبة في التفكير على نحوٍ سديدٍ عندما يعتقدون أنهم يُهاجَمون، ويحتاج الأطفال للأشخاص البالغين كي يساعدوهم في رؤية هذه المواجهة مع التحيزات على أنها نابعة من منطلق الاهتمام بهم، وأن الكلمات التي تُقال أو الإجراءات التي تُتخذ تَصبُّ في صالحهم، والأشخاص البالغون لا يختلفون عن الأطفال في هذا الأمر كثيرًا. إن النضج الذي يأتي مع التقدم في العمر لا يضمن إصدار رد فعل مدروس ومكتمل الجوانب إزاء عدم التسامح أو افتقاد العدالة الاجتماعية؛ فكلٌّ منَّا قد يواجه صعوبة مع المحتوى الانفعالي المتأصل غالبًا في دعوات الآخرين للتغيير. وعندما يجد الأشخاص البالغون أن فصولهم الدراسية أو منازلهم يسودها التوتر الناجم عن عدم التسامح، يمكن أن يطلب الأشخاص البالغون من الجميع أن يأخذوا استراحة ويلتقطوا أنفاسهم، ويفكروا بهدوء فيما أفرزه عدم التسامح، وربما يمكننا أن نطلب من الأطفال أن يكتبوا أو يرسموا عن تجربتهم كطريقة لإعادتهم إلى حالة معرفية أوضح ذات محتوًى انفعالي أقل، وقد يحتاج الأشخاص البالغون القيام بالأمر نفسه، وهذا لا يعني أن المحتوى الانفعالي بلا قيمة، بل العكس تمامًا! إن الأمر يتلخص فقط في أن التفكير العقلي في مواقف الآخرين عن التسامح قد يتطلب قدرًا هائلًا من الفكر والتركيز.