الجدلية العقلانية في التحليل النفسي14من اصل14

الجدلية العقلانية في التحليل النفسي14من اصل14

 

الجدلية العقلانية في التحليل النفسي14من اصل14
الجدلية العقلانية في التحليل النفسي14من اصل14

البوليس لا يرى الرسالة: يفتش عنها ولا يجدها رغم أنها قد تكون مرت من بين يديه. لأن البوليس هو السلطة التي تعتمد على القوة لتفتش عن رسالة، وتجهل محتواها في آن واحد. فموقفها شبيه بموقف الملك، الذي يرى ولا يفهم. لأنه كان يفتش عن واقع الرسالة، وليس عن الحقيقة المتخفية في الرسالة نفسها. دخول ديبان إلى الساحة قلب الأوضاع، لأن تعامله مع أصحاب الرسالة كان من مبدأ المحايد الذي يحاول أن يفهم البنية القائمة في هذه اللعبة، أي كشف الأضواء عن دور كل واحد من أصحاب اللعبة بحكم الرسالة التي تسقطها عليه إن كانت بحوزته أو ضائعة من بين يديه. فوجودها ونقصانها يتممان بعضهما بعضًا- لأن هذا الوجود من النقصان، وهذا النقصان ليس فراغًا كأي فراغ، إنما يصبح تعبيرًا لوجود مرتبط بالأساس بالغرض الضائع، فديبان، انطلاقًا من هذه المعرفة، دخل اللعبة، وقبل الرهان، لاستعادة الرسالة؛ ولكنه لم يصل إلى الرسالة إلا بعد أن كشف دور كل شخص، سيما الوزير في التماهي الأنثوي.

وهو عندما حصل على الرسالة وجد نفسه، مثل غيره، مأخوذًا من اللعبة؛ وسيترتب عليه، بحكم امتلاكها، دور قد يورطه على غرار باقي الأفراد. لا سبيل إذًا للخروج من هذه اللعبة إلا بإعادة الرسالة إلى المرسل إليه ولكن مقابل دفع أتعابه.. هكذا يصبح بحل من أمر الرسالة، من ناحية ومن ناحية ثانية بحل من أصحاب الرسالة، لأن الدين إذا بقي لا بد أن يدفع بطريقة أو بأخرى، والرسالة بالنتيجة لا بد أن تصل في آخر المطاف إلى صاحبها أي المرسل إليه.

فديبان جسد بكل معنى الكلمة موقف المحلل النفسي الذي يدخل اللعبة لكي يخرج منها بعد أن يكون قد كشف النقاب عن الحقيقة المتخفية على غرار الرسالة. فهو بحل من دين المريض لقاء ما يدفع له لأتعابه، مقابل أن يوصل الرسالة إلى المرسل إليه أي إلى حتميتها.

 

m2pack.biz