مقاصد الماضي
في الأونة الأخيرة قد تحقق لي وجود رابطة معنوية دقيقة قوية غريبة تختلف بطبيعتها ومزاياها وتأثيرها عن كل رابطة أخرى , فهي أشد وأصلب وأبقى بما لا يقاس من الروابط الدموية والجنينية وحتى الأخلاقية , وليس بين خيوط هذه الرابطة خيط واحد من غزل الايام والليالي التي تمر بين المهد واللحد . وليس بين خيوطها خيط غزلته مقاصد الماضي أو رغائب الحاضر أو أماني المستقبل , فقد تكون موجودة بين أثنين لم يجمعهما الماضي ولا يجمعهما الحاضر – وقد لا يجمعهما المستقبل .
جبران خليل جبران