مقدمة عن استصلاح الأراضي الصحراوية الجديدة
كان لظروف مصر و موقعها كشريط ضيق يخترق مساحات شاسعة من الصحاري وضعا مميزا لها يفرض عليها استقطاع أجزاء من الصحراء و إدخالها منظومة الإنتاج الزراعي، و لذلك فإن عمليات استصلاح و استزراع المناطق الصحراوية رافق مراحل عمر الدولة المصرية منذ القدم.
و الأن و مع التزايد المطارد للإسكان و ثبات الدخل المائي لمصر صارت الضرورة ملحة أكثر من ذي قبل للتعامل الجيد مع الأراضي الصحراوية الجديدة، و لاعتبارات كثيرة فشلت كثير من محاولات الاستصلاح بعد بضعة سنوات من اتمامها منها العوامل الفنية و غياب الخبرة بطبيعة الأراضي الصحراوية أو العوامل الإقتصادية و الاجتماعية.
لذلك رأينا أن نحاول فيما بين يدي القارئ أن نجمع خيوط المنظومة في ورقة بسيطة فيها الكثير من العلوم المبسطة و كذلك العديد من التطبيقات الناجحة و الآفاق الجديدة لزراعة المناطق الصحراوية آخذين في الاعتبار البعد الاقتصادي باعتبار الزراعة هي أول و أقدم عملية اقتصادية يمارسها الإنسان و يستهدف منها الربح كلما أمكن فضلا عن توفير ما يلزمه من غذاء و كساء و سائر الاحتياجات الحيوية له و لحيواناته المزرعية.
استصلاح الأراضي الصحراوية الجديدة
تمهيد :-
تقع مصر في الركن الشمالي الشرقي لقارة أفريقيا و تبلغ مساحتها نحو مليون كيلومتر مربع حيث تمثل ٣٪ من مساحة القارة. و يبلغ طول سواحل مصر من الشرق إلى الغرب ١٢٦٢ كيلومتر، ١٠٧٣ كم بين خطي عرض ٢٢ و ٣٢ و من ذلك يتضح وقوع مصر في نطاق الصحراء الأفريقية الجافة ما عدا الشريط الساحلي الضيق و الذي يقع ضمن مناخ البحر الآبيض المتوسط. و نتيجة لذلك تتركز الزراعات المطرية في هذا الشريط. و يسجل لنا التاريخ أن هناك محاولات عديدة عبر الزمن لتعمير الصحراء و نشر الزراعة في مساحات الصحاري الشاسعة، و إذ تتجه الدولة حاليا باهتمام متزايد نحو هذا الاتجاه لتوفير أماكن للمعيشة و الإنتاج و النشاط السكاني بشكل عام فإنه يهمنا بالأساس التعرف على أهم الملامح لاستصلاح الأراضي الجديدة و المقومات اللازم أخذها في الاعتبار لكي ينجح آي مشروع في هذه المناطق الجديدة.