خبراء: مصر لم تستغل سوى 1% من طاقتها المتجددة
مصر شهدت أول محطة شمسية عام 1913.
وما زال شعبها غير مقتنع باستغلال طاقاته المتجددة
تعتبر مصر من أغنى دول العالم في طاقة الشمس والرياح، وهي طاقات متجددة ونظيفة وبديلة في عالم سوف ينضب منه البترول والغاز الطبيعي مع نهاية القرن الحادي والعشرين، فهما عماد الحضارة الإنسانية في القرن العشرين وحتى الآن. وبجانب نضوب الطاقات الأحفورية (البترول – الغاز الطبيعي – الفحم) فقد كانت أكبر ملوث للبيئة العالمية، والمصدر الأساسي لغاز ثاني أكسيد الكربون وهو المسئول الأول لظاهرة الاحتباس الحراري.
وتملك مصر أعلى معدل سطوع للشمس في العالم، كما يذكر مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، بما يتجاوز ثلاثة آلاف ساعة في العام وبدخل من الطاقة الشمسية مقدارع 6 كيلووات/ساعة على المتر المربع في اليوم كمتوسط على مدار الساعة وطمتوسط للمناطق المناخية المختلفة في مصر.
تصل سرعة الرياح، كما يذكر الدكتور شلتوت، على سواحل البحر المتوسط ابتداءا من العريش وحتى السلوم سبعة مترات في الثانية وفوق هضبة شرق العوينات 5.5 متر في الثانية وهي أيضا اقتصادية لاستغلالها كطاقة متجددة.
ويرى شلتوت أن خطط استغلال الطاقة المتجددة في مصر متواضعة، ففي عام 1985 كانت كانت خطة الدولة هي تغطية 5% من احتياج الإنسان المصري من الطاقة عام 2000 عن طريق استغلال طاقة الشمس والرياح. وجاء عام 2012 ولم يتحقق حتى الأن سوى 1% من استغلال طاقة الشمس والرياح في مصر.
وصف شلتوت مجموعة مشروعات لاستغلال طاقة الشمس في مصر بـ”الفاشلة”: منها المشروع الألماني والإيطالي لضخ المياه بنظام فوتوفولطي، والفرنسي لإنارة وتوفير الكهرباء للاحتياجات المنزلية بإحدى القرى التابعة لواحة باريس جنوب الخارجة، ومشروع السخانات الشمسية بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية.
نجم عن تجاهل الاستغلا الأمثل للطاقة المتجددة في مصر رفض المصريين لتقبل فكرة استغلال الطاقة المتجددة. لاغم أن مصر كانت من أوائل دول العالم التي شهدت أول محطة شمسية تاريخية عام 1913 بحي المعادي، جنوب القاهرة، أنشأها المهندس الأمريكي فرانك شومان بمساحة 1240 مترا مربعا من الأسطح المجمعة وأنتجت الطاقة اللازمة لمضخة المياه التي تغذي الأراضي الزراعية المرتفعة بمياه النيل.
ورغم نجاح المحطة الذي ابهر العالم في قليل من الوقت فلم تعمل المحطة إلا لعام واحد، حيث أعلنت الحرب العالميى الأولى من شأن البترول، الأمر الذي وضع نهاية مؤقتة لكل المساعي نحو تحقيق استفادة أكبر من مصاجر الطاقة البديلة.
المشروعات الحالية في مجال الطاقة المتجددة في مصر تتمثل في مشروع توليد الكهرباء من طاقة الرياح بالزعفرانة، الذي وصل إنتاجه إلى 230 ميجاوات وهو أكبر مشروع لاستغلال طاقة الرياح على مستوى إفريقيا، ومشروع توليد الكهرباء من طاقة الشمس بالكريمات عن طريق أنظمة حرارية باستخدام المركزات الشمسية بقدرة 120 ميجاوات (نظام مهجن مع الغاز الطبيعي)
يستهدف قطاع الكهرباء أن تغطي الطاقات المتجددة بما فيها طاقة الشمس والرياح 20% من احتياجات الطاقة عام 2020، ويعتقد شلتوت أن مصر قادرة على تحقيق هذه النسبة في ظل تمتعها بالطاقة الشمسية غير الناضبة بالمقارنة بالدول العشر الأكثر استخداما للسخانات الشمسية حسب الترتيب (الصين. الولايات المتحجة. تركيا – ألمانيا – إسرائيل – اليونان – النمسا – البرازيل).
وعن كيفية استغلال طاقة الرياح في مصر، أوضح المهندس رفيق جورجي، مستشار فني بهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، استغلال الرياح في مصر على نحوين أولهما استخدام مباشر كطاقة ميكانيكية لضخ المياه وطحن الحبوب، وثانيهما تحويل الطاقة الميكانيكية للرياح إلى طاقة كهرابئية وهي الأكثر أهمية وانتشارا بما لا يقاس.
واعتبر “رفيق” تكنولوجيا طاقة الرياح أكثر أنواع الطاقة المتجددة انتشارا وأقدرها على المنافسة التجارية، حيث وصلت القدرة المركبة لهذه الأنظمة إلى أكثر من 200 ميجاوات على مستوى العالم خلال عام 2011، وأوصى بضرورة تطوير البحوث والأنظمة المصاحبة لها لزيادة قدرتها التنافسية وخفض التكلفة، مع الأخذ بالاعتبار تقدير تكلفة وحدة الطاقة المنتجة من الطاقة المتجددة.
وعن ثمن الكهرباء المنتج من طاقة الرياح والأنظمة الشمسية الحرارية، وأوضح شلتوت اقنرابها من أسعار الكهرباء المنتجة كم المحطات الحرارية التي تعمل بالغاز الطبيعي أو المازوت، أما الطاقة الكهربة المنتجة من الطاقة الشمسية بالأنظظمة الفوتوفولطية قد تصل إلى خمسة أضعاف الكهرباء فب المناطق الحرارية ولذلك تستخدم في المناطق التالية ومع التطور الحادث في تصنيع الخلايا الشمسية البلورية واللابلورية فإن هيتوقع نزول درامي في سعر هذه الخلايا وبالتالي الطاقة الكهربية المنتجة بها خلال السنوات القادمة؟
هل يمكن أن تكزن الطاقة المتجددة بدلا عن الطاقات الأحفورية (حرارية – نووية)؟ كانت إجابة خبراء الطاقة المتجددة بـ”لا”، مع الإشارة إلى معدلات استهلاك الكهرباء إلى أكثر من 7% ستويا لتغطية احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية مما يلزم معه توفير المويد من محطات توليد الكهرباء.
“ومن يقل لدينا الشمس الساطعة والرياح وهما كافيتان لتوفير هذه الاحتياجات فهو كمن بدفن رأسه في الرمال أو يضع أذنيه أو يغمض عينيه عن حقائق كثيرة ولا يمكن معها الاعتماد على الشمس والرياح وحدهما لتوفير هذه الاختياحات الطموحة من الطاقة الكهربائية”، هكذا قال الدكتور منثر مجاهد خبير للطاقة النووية.
وأوضح مجاهد أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ليست بالطاقة الكثيفة والمعول عليها في أي بلد من بلاد العالم، بمعنى أنه لا يمكن الاعتماج عليهما في توفير الجانب الأساسي من الاحتياجات الكهربائية بغض النظر عن مستوى سطوع الشمس أو توفر الرياح بالسرعة المناسبة. ويرجع ذلك إلى كبر المساحة اللازمة لتوليد كل ميجاوات كهرباء كما يرجع إلى أنهما غير متاحين بصفة مستمرة ومستقرة على مدى الوقت.