“ليديز فيرست” لكن لماذا تراجعت الفنانات وراء الرجال على أفيشات السينما؟

“ليديز فيرست” .. لكن لماذا تراجعت الفنانات وراء الرجال على أفيشات السينما؟

“ليديز فيرست” .. لكن لماذا تراجعت الفنانات وراء الرجال على أفيشات السينما؟

نادية محمد- القاهرة- مجلة ميم
في فترات مبكرة من تاريخ السينما المصرية، كانت المرأة تحتلّ “الأفيش” وتتصدَّر تترات الأفلام، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأت تتضاءل أدوارها تدريجيا لتنحصر في دور سنِّيد البطل الرجل في شخصية راقصة لعوب، أو عاهرة تفتن شابا فتضيع مستقبله، أو مجرد فتاة يحبها البطل لا أبعاد لها ولا عمق، فنادرا ما تجسِّد فنانة دورًا لافتًا أو يوضع اسمها بطلًا.
“صعود وهبوط”.. الوصف الدقيق لوضعِ المرأة في السينما، ففي فترة الستينيات والسبعينيات، تعددت الوجوه النسائية التي تمتعت بدور الريادة وتصدرت تترات الأفلام، وأبرز هؤلاء، فاتن حمامة وسعاد حسني، وكانت أسماؤهن تسبق أسماء عادل إمام ونور الشريف وعمر الشريف.
وجاءت فترة الثمانينات لتقود مجموعة من النساء السينما مثل الفنانة نادية الجندي، التي كان يكتب لها المؤلف مصطفى محرم أفلاما خصيصا لها، ثم الفنانة نبيلة عبيد ويسرا ونجلاء فتحي وسهير رمزي، وغيرهن ممن يتمتعن بثقة من قبل الجمهور والمنتجين السينمائيين.
ثم تراجع دور المرأة في التسعينيات ومع الألفية الجديدة، وسيطر الرجل رغم محاولات بعض الفنانات كياسمين عبد العزيز وهند صبري ومي عز الدين، ونيللي كريم.
نجمات تصدرن الصفوف الأولى  في الأفلام وتراجعن لأسباب غامضة شهدت الألفية الجديدة موجة للبطولات النسائية، لكن هذه الموجة سرعان ما تراجعت، رغم تحقيقها لنجاحات شديدة، ورغم محاولات عدد من المخرجات صناعة سينما تقودها المرأة وعدد من النجمات لكنها لم تفلح، واتجهت النجمات إلى الدراما والتلفزيون، ومن أبرز هؤلاء:
عبلة كامل قدمت عبلة كامل مجموعة أفلام من بطولتها، مثل «بلطية العايمة» و«خالتي فرنسا» و«عودة الندلة»، وتمكنت الفنانة القديرة من نقل نفسها إلى مكانة أخرى لتنافس كبار النجوم، لكن سرعان ما هبطت  وتراجعت لتقدم الدور الثاني خلف عمرو سعد في فيلم «الكبار» عام 2010، ولم تستمر في السينما واتجهت إلى الدراما.
مي عز الدين بعد نجاح مي عز الدين في لعب الدور النسائي أمام عدد من النجوم مثل محمد فؤاد وتامر حسني، استطاعت أن تشق طريقها وحدها لتقدم بطولتها النسائية من خلال فيلم «أيظن»، و«حبيبي نائما»، لكن لم يستمر تقدمها وتصدرها في السينما لتتركها وتعود مجددا وراء ظهر تامر حسني من خلال جزء جديد لسلسلة «عمر وسلمى»، وفشلت محاولاتها للعودة مجددا.
هند صبري قدمت نفسها بقوة في دور البطولة النسائية وتصدر اسمها التترات أمام كبار النجوم، وخاضت هند التجربة من خلال فيلم «أسماء»، لكنها عادت مرة أخرى لأدوار مساعدة أمام النجوم مثل أحمد السقا في «الجزيرة» و«الكنز» أمام محمد رمضان.
منى زكي خاضت منى زكي تجربتها الأولى وانطلقت كنجمة شباك منفردة من خلال «احكي يا شهرزاد»، لكنها تراجعت لأسباب غير معلومة، وتتجه مثل الممثلات الباقيات إلى الدراما بعيدا عن السينما.
اتهامات للسبكي بهزيمة المرأة بالضربة القاضية يتساءل عدد من النجوم والنقاد: «لماذا لا يكون هناك نجمات سينمائيات يحملن الأفلام وحدهن كميريل ستريب وهيلين ميرين وجوليا روبرتس في أمريكا؟».
طارق الشناوي سؤال وإجابات عديدة، أبرزها اتهام المنتج السينمائي الأشهر في مصر، محمد السبكي.
قال الناقد طارق الشناوي ل”ميم”، إن السبكي تاجر قبل أن يكون منتجا فنيا، وهو يرى أن أسماء النجمات لا تبيع، إنما عامل مساعد فقط، وقد يلجأ إلى النجمة ليبيع بها إذا كان اسمها في هذا التوقيت يسمح بذلك مثلما فعل مع هيفاء وهبي في فيلم «حلاوة روح»، ولكن هذه الطريقة لا تدوم دائما، وهو ما يفسر تراجع بعض الفنانات عن البطولة المنفردة.
السبكي
وأكد الشناوي أن الأزمة تكمن في السيناريوهات، وأن النصوص إذا كانت قوية وتجارية في نفس الوقت، سوف تسمح للمنتجين بأن يراهنوا على الممثلات للمنافسة بأسمائهن، لافتا إلى أن هناك أسماء عديدة نافست وحققت نجاحا ورقما صعبا في معادلة إيرادات الشباك.
وضرب الناقد الفني المثل بالفنانة ياسمين عبد العزيز، التي ما زالت تنافس حتى الآن بعدما ثبتت أقدامها في السينما، إلا أن التراجع الذي حدث لها الفترة الأخيرة سببه المنظومة ككل وضعف الجيل الجديد الذي يتم تصعيده حاليا.
وتابع: “السبكي له خلطة معينة، فهو من الممكن أن يقدم كل نجمات مصر في فيلم واحد طالما سيربح منه، وفعل ذلك في فيلم بون سواريه لغادة عبد الرازق ومي كساب ونهلة زكي، لكن الفكرة ليست في السبكي فقط، إنما في تفكير المجتمع ككل، فأغلب الرجال ينفرون من الأفلام التي تكون بطلتها امرأة أو مجموعة ستات، وينظرون لها نظرة دونية غير جادة”.
هل البطولة النسائية وشباك التذاكر متناقضان؟ يرى الناقد الفني علي أبو شادي  في تصريح ل”ميم”، أن نجمات الجيل الحالي في السينما لم يحققن النجاح والإيرادات الكبيرة التي تجعل المنتجين يراهنون عليهم، لافتا إلى أن بعض الفنانات من هذا الجيل نجحن في ذلك في أول عملين، وفشلن في الاستمرار، وتراجعن تحت جناح النجوم من الرجال.
أبو شادي وأضاف “أبو شادي” أن العمل السينمائي لا يجب أن يصنف بهذا الشكل، وأن الأهم في العملية الفنية أن يكون هناك تكاملا: “سعاد حسني اسمها كان يكتب قبل كل النجوم أمامها سواء عادل إمام أو نور الشريف أو عزت العلايلي، وكان الفيلم يتم ترويجه بأنه لسعاد حسني، لكن هذا كان يحدث لأنها سعاد حسني، فهل يوجد من ممثلات الجيل الحالي في حجمها يبيعون فيلما للجمهور باسمهن طوال مشوارهن؟”.
وأشار الناقد الفني الكبير إلى أن شباك التذاكر لا يخاصم الأفلام التي تروج باسم إحدى النجمات، وأن هناك نماذج كبيرة حققت أعلى الإيرادات مثل نبيلة عبيد ونادية الجندي وفاتن حمامة، ولا مؤامرة ضد النساء.
واعترض “أبو شادي” على النظرة الذكورية والنسوية للسينما، قائلا: “أي عمل يوجد فيه نجم كبير ونجمة كبيرة، ويتم الترويج له على هذا الأساس، وإن كان النجم محبوبا والنجمة مستواها ضعيف من الممكن أن يفشل مهما كانت جماهيرية هذا النجم”.
ورأى “أبو شادي” أن هناك أفلاما عديدة حققت جماهيرية واسعة وتركت بصمتها في تاريخ السينما المصرية، وكانت من بطولة نسائية مثل فيلم “أحلى الأوقات” لحنان ترك وهند صبري ومنة شلبي، وكان وراءهن كسنيدة عمرو واكد وخالد صالح وسامي العدل، وفيلم “قص ولزق” و”واحد صفر” الذي وصل لمهرجانات دولية، وحقق نجاحا لا بأس به.
وتابع: “المسألة تتعلق بالسيناريو والاستمرارية وحسابات أخرى، وليست المؤامرة، وطالما أن هناك نصا قويا بطلته امرأة وهناك ممثلة قوية سوف ينجح بالتأكيد وتجد ألف منتج”، مستبعدا ما يقال عن مؤامرة ضد الممثلات وإتاحة الفرصة للنجوم الرجال على حساب الممثلات.
الوسوم
المرأة في السينما السينما المصرية

m2pack.biz