أجري الحوار أ. محمد علي
في لقاء مع رجل الأعمال السيد المهندس “محمد عز الدين مرسي” مدير عام شركة “الاتحاد الدولي الهندسي” حدثنا سيادته عن رؤيته لمنظومة العمل داخل الشركات التجارية في ظل تذبذب المناخ الاقتصادي فكان هذا اللقاء.
“عندما أقوم ببناء فريق عمل فإنني أبحث دائماً عن أناس يحبون الفوز, وإذا لم أعثر علي أي منهم فإنني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة”.
ما هو سر النجاح في عالم الأعمال أو البيزنس من وجه نظركم؟
يتباطأ الاقتصاد أو ينمو، إلا أن العلاقات الإنسانية تظل دائما هي سر النجاح فى عالم الأعمال والتجارة، حتى فى أصعب الأحوال و أكثرها تدهورا، تجد هناك دائما من يمد لك يد العون بفكرة تعبر بها لأفاق أكبر وأرحب.
تأخذننا الحياة العملية بعيدا وتشغلنا عن توثيق روابط العلاقات الإنسانية، تلك الروابط الهامة التى لا نستطيع أن نتجاهلها وقت المحن إلا إنها تكون أكثر قيمة وفائدة وقت العمل.
فالإنسان أصل كل إبداع وتقدم وهو من أخترع الآلة وأبتكر برامج تشغيلها فلا يوجد من يطورها ويبدع فيها أفضل من بانيها. وكل فرد له إضافته القيمة ولا يصح أن تهدر أي طاقة بشرية ولا ينبغي أن نرى أفرادا لا يعملون فالإنسان جبل على أن يكون عاملا منتجاً مكداً. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الرجل ليعجبني فأسأل عنه هل عنده حرفة؟ هل عنده صنعة؟ فإن قيل: لا. سقط من نظري”.
كيف تحصل من موظفي شركتك علي النتائج التي تنتظرها وكيف تختارهم؟
إذا كان العمل الهندسي أصبح أكثر تعقيدا كما هو الحال فى جميع نواحي الحياة، فلابد للعنصر البشرى أن يعطى الفرصة لإطلاق قدراته الذهنية و العقلية لتصل إلي ما خلف حدود معلوم اليوم ليستلهم أفاق المستقبل ليصل إلى المعرفة الأكثر حداثة ويطبقها باحتراف – كلٌ فى مجال عملة – لنصل جميعا إلى أفضل النتائج المتاحة فى ظل كل كم الصعاب التى تحيط بنا.
ولابد من المحافظة على التطوير والتقدم طالما أردنا أن نحتفظ بموقع متقدم فى عالم الأعمال و التجارة،وتقول حكمة صينية: “المعرفة التي لا ننميها كل يوم تتضاءل يوماً بعد يوم”. وعندما أقوم ببناء فريق عمل فإنني أبحث دائماً عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم فأنني ابحث عن أناس يكرهون الهزيمة، لأن بدون وجود الرغبة في الفوز لا طائل من كل مجهود يبذل.
ما هي خصال المدير الناجح؟
إن الخصال التي تجعل المدير ناجحا هي الجراءة على التفكير والجراءة علي العمل والجراءة علي توقع الفشل، ويجب أن نغير وجه نظرنا فى الفشل، فالفشل ما هو إلا خبرة يكتسبها الفرد و كلما فى زاد الفشل ازدادت الخبرات، إلا أنه لا يجوز أن نحيا فى فشل دائم. و الخوف من الفشل لهو الفشل بعينه, نحن نحاول دائما فى شركتنا أن نستثمر الفشل بأن نتعلم منه الكثير.
قان نابليون: “من قال لا أقدر قلت له حاول ومن قال لا أعرف قلت له تعلم ومن قال مستحيل قلت له جرب”.
كيف تري واقع السوق المصري حاليا وبعد الثورة بعامان؟
السوق هو المكان الذى يتبادل فيه مقدمي السلع والخدمات منتجاتهم مع من لديه الاحتياج لهذه المنتجات مقابل النقود، وطالما كان الاحتياج موجود سيظل السوق موجود. مصر بعدد سكانها الضخم تحتاج إلى سوق يلبى احتياجاتها الضخمة،وهذه الاحتياجات، التى قد تتأجل فى بعض الفترات، ألا أنها لابد وأن تجد عن يقدمها لهم. المخاض السياسي الموجود حاليا، والذي نشأ بعد ثورة 25 يناير، ما هو الإنتاج طبيعي جدا للعبور من مرحلة سياسية إلى مرحلة أخرى، وهذا المخاض أثر بلا شك على المناخ الاقتصادى لكنه أبدا ما قلص أو انتقص من مكانة السوق المصري، وكل تأثيره سيكون محصورا فى تأخير عجلة التنمية التى إذا سمح لها أن تأخذ الاتجاه الصحيح ويترك لها حرية تحديد سرعتها التى تدور بها، فأنها ستعرض ما خسره المصريين فى عامان خلال فترة أقل من ذلك.
ما هو دور رجال الأعمال لإنعاش الاقتصاد المصري؟
الجميع يعلم أن الاستقرار وعودة الأمن من أهم متطلبات انتعاش الاقتصاد، إلا أن دور رجال الأعمال هو العمل ثم العمل ثم مزيدا من العمل، والتحدي الحقيقي الآن هو كيف تحافظ على حصتك من السوق مع هامش ربح مقبول وفى نفس الوقت الحفاظ على العمالة التى تأثرت بزيادة أسعار السلع مع ثبات دخولها أن لم تكن قد انخفضت، ونحن نتحدث هنا عن موظفي القطاع الخاص الذين تحملوا بحق كل النتائج السلبية لمتطلبات المرحلة الحالية.
المعادلة تبدو صعبة فى ظاهرها، ألا ان التواصل بين الجميع (مدراء وموظفين) وتفهم طبيعة المرحلة وصعوبتها وأهمية بذل الجهد وإيجاد الحلول الغير تقليدية للتحديات الغير نمطية التى نواجهها هذه الأيام، هم خيوط الأمل لنعبر جميعا إلى بر الأمان والاستقرار.
ماذا تقول لنا في ختام هذا اللقاء؟
تنمية العلاقات الإنسانية والتطوير الدائم واستثمار الفشل هي عناصر النجاح التى نحافظ عليها لضمان تواصل الشركات لأداء أعمالها فى عالم اليوم سواء فى ظل مناخ مستقر أو متذبذب.
وأرجو لبلدنا الخير و النماء و أن تنبؤ المكانة الدولية التى تستحقها.