الكاميرا التونسيّة تتجوّل في مهرجانات العالم
عرفت السينما التونسيّة تطوّرًا لافتا بعد الثورة من ناحية ارتفاع وتيرة الإنتاج والحضور المكثّف في المهرجانات العربيّة والدوليّة.
كما ظهر جيل جديد من المخرجين والممثّلين يحدوه حماس كبير لتطوير واقع السينما بطرح المواضيع المستجدّة في المجتمع التونسي ومواكبة التطوّرات الفنّية الّتي يشهدها الفنّ السابع في العالم.
وقد بدأت هذه المجهودات تُعطي أُكلها، فالسينما التونسيّة أضحت حاضرة بقوّة في المحافل الدوليّة، ليس لمجرّد التمثيل فحسب، بل للمنافسة أيضا على الجوائز والتتويجات.
فيلم “بنزين” في بلجيكيا مثّل الفيلم الروائي الطويل « بنزين » لسارة عبيدي، السينما التونسية في المسابقة الرسمية مهرجان الدولي للأفلام الفرنكوفونية بمدينة نامور البلجيكية في دورته الثانية والثلاثين، التي تنطلق فعالياتها يوم الجمعة 29 سبتمبر وتتواصل إلى يوم 6 أكتوبر القادم.
هذا الفيلم الذي يدوم ساعة ونصف، سيتم عرضه أمام رواد المهرجان يوم 2 أكتوبر بمسرح نامور ويوم 3 أكتوبر بقاعة سينما « كاميو »، وفق ما أورده المهرجان على موقعه الرسمي على شبكة الأنترنت.
ويعدّ فيلم « بنزين » الفيلم الروائي الطويل الأول في رصيد مخرجته سارة عبيدي التي انطلقت في تصويره في شهر نوفمبر من سنة 2015 بولاية قابس. ويتناول الفيلم ظاهرة الهجرة غير الشرعية نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، ويصوّر هذه المأساة من خلال قصة شاب متحصل على شهادة جامعية في الإعلامية يهاجر خلسة إلى إيطاليا، إلا أنه يضطر للعودة إلى أرض الوطن ليبيع البنزين على قارعة الطريق.
وتتقصّى سارة عبيدي في فيلمها أوجاع عائلة من الجنوب التونسي حليمة (سندس بلحسن) وسالم (علي اليحياوي) وهي صورة لمأساة مئات العائلات التونسية التي فقدت أبناءها في عرض البحر في ظل عجز الدولة عن تشغيل أبنائها.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الشريط هو من إنتاج شركة « سينرجي »، وتشارك فيه ثلة من الممثلين على غرار سندس بلحسن وعلي اليحياوي وفاطمة بن سعيدان وجمال شندول ومكرم الصنهوري وفتحي بوسهيلة وعبد الحي مجيد ومنصور الصغير وعدد آخر من الممثلين أصيلي المنطقة التي يتم فيها التصوير.
حضور مكثّف في مهرجان “فاماك” للفيلم العربي تسجّل تونس حضورها في الدورة 28 لمهرجان الفيلم العربي بمدينة “فاماك” الفرنسية خلال شهر أكتوبر القادم بخمسة أفلام حيث تتنافس 3 أفلام تونسية وشريط جزائري من فئة الأفلام الروائية الطويلة ضمن مسابقة الصحافة التي يترأس لجنة تحكيمها الناقد السينمائي والصحفي الفرنسي، تيرييه ميرانجي.
و رشّحت هيئة مهرجان الفيلم العربي لنيل جائزة الصحافة، شريط “جسد غريب” للمخرجة رجاء العماري وبطولة هيام عباس وسارة الحناشي ومجد مستورة وفيلم “على كف عفريت” (100 دقيقة) للمخرجة كوثر بن هنية وبطولة امال الفرجاني وغانم الزرلي ونعمان حمدة وأنيسة داود وشريط “زهرة حلب” (98 دقيقة) من إخراج رضا الباهي وبطولة هند صبري وهشام رستم ومحمد علي بن جمعة إلى جانب الفيلم الجزائري “في انتظار السنونوات” للمخرج الجزائري، كريم موساوي.
كما يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة، شريط “خلينا هكة خير” للمخرج التونسي، مهدي البرصاوي وبطولة النوري بوزيد وسوسن معالج ويوسف مرابط، وهو فيلم توّج بجائزة المهر القصير ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي ديسمبر 2016.
وتنافس المخرجة التونسية، كوثر بن هنية، في مسابقة الجمهور بشريطها الوثائقي الطويل “زينب تكره الثلج” 94 دقيقة الذي يجسد أدواره زينب ووداد وهيثم الخليفي ووجدان وماهر حمدي.
فيلم “علّوش” يواصل حصد النجاحات وقع الإختيار على فيلم ” علوش” للمخرج التونسي لطفي عاشور في قائمة الأفلام القصيرة المرشحة لنيل جوائز سيزار الفرنسية التي تمنحها أكاديمية الفنون وتقنيات السينما بفرنسا.
وتضمنت قائمة الأفلام المرشحة لجوائز ”سيزار” والتي سيقع الكشف عن نتائج دورتها ال43 يوم 2 مارس 2018 بباريس 12 فيلم رسوم متحركة و24 فيلم تصوير سينمائيسيقع من بينها تتويج تسعة أفلام .
وكان فيلم ” علوش” للطفي عاشور المقيم بفرنسا مثل تونس والعالمين العربي والإفريقي في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في الدورة 69 ضمن فئة الأفلام القصيرة.
وتدور أحداث الشريط القصير ” علوش” حول حب الوطن والتمسك بالأرض من خلال العلاقة الوطيدة التي تربط سكان الجنوب بالصحراء التونسية.
علاء الدين سليم، المكسب الجديد للسينما التونسيّة تم اختيار شريط ”آخر واحد فينا” لعلاء الدين سليم لتمثيل تونس في الدورة 90 لجوائز الأوسكار التي سيقام حفلها السنوي في 4 مارس 2018 بولاية لوس أنجلس الأمريكية وفق ما أعلنه المركز الوطني للسينما والصورة، في بلاغ صادر أمس الأربعاء.
وقررت اللجنة التي تضم المديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة شيراز العتيري، والكاتب العام للمركز يوسف لشخم، والمخرجين النوري بوزيد وجيلاني السعدي ومصلح كريم والسينمائية سلمى بكار والمنتج عماد مرزوق والناقد السينمائي خميس الخياطي، ترشيح الفيلم التونسي ”آخر واحد فينا” لسنة 2016 لجائزة أفضل فيلم أجنبي، نظرا لاستجابته لجميع المعايير المذكورة في لائحة المشاركة المنصوص عليها من قبل أكاديمية الأوسكار.
آخر واحد فينا هو شريط روائي طويل يدوم 95 دقيقة، بطولة الممثلين فتحي العكاري وجوهر السوداني، ويروي هذا الفيلم الذي يعالج ظاهرة الهجرة غير الشرعية، قصة شاب من جنوب الصحراء الإفريقية يقرر عبور الضفة الجنوبية للمتوسط نحو الضفة الشمالية، لكنه يتيه في مكان مجهول، ليخوض رحلة استكشافية يواجه فيها مواقف لم يكن ينتظرها.
آخر واحد فينا توّج بجائزتين في الدورة 73 لمهرجان موسترا السينمائي بالبندقية (31 أوت – 10 سبتمبر 2016)، وهما جائزة أسد المستقبل التي تسند لأفضل أول عمل سينمائي في كل الأقسام، وجائزة أفضل مساهمة تقنية ضمن الأسبوع الدولي للنقد. كما فاز هذا الشريط في الدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية (28 أكتوبر – 5 نوفمبر 2016)، بجائزة التانيت الذهبي في مسابقة العمل الأول (الطاهر شريعة) وجائزة الاتحاد العام التونسي للشغل لأحسن مصور في فيلم تونسي، وقد آلت لأمين المسعدي.
مهدي الغانمي
الوسوم
فيلم “آخر واحد فينا” فيلم “علّوش” كوثر بن هنيّة لطفي عاشور مهرجان “فاماك” للفيلم العربي السينما التونسيّة علاء الدين سليم