المكتبة المتجولة في بغداد، أكثر قرائها نساء
في تجربة غير مسبوقة في العراق، قرر الشاب علي الموسوي، (25 عام)، أن يحول سيارته إلى مكتبة متجولة.
هذه التجربة الجريئة، لاقت استحسانا كبيرا من الشبان العراقيين، لكن عدت النساء أكثر المقبلات على اقتناء الكتب والقراءة، وفق ما صرح به، صاحب سيارة المكتبة المتجولة، العراقي “علي الموسوي، حيث قال “النساء، هنّ أكثر رواد مكتبتي المتجولة وأكثر قرائها وهنّ سر نجاحي”.
شغف علي بالقراءة، لم ينطلق بعد تخرجه من الجامعة وحصوله على شهادة في الترجمة واللغة الانجليزية، بل بدأ منذ طفولته المبكرة، حيث كان يقبل على مطالعة الكتب من مكتبة والده الكبيرة : “أول كتاب في حياتي، قرأته، تحصلت عليه من مكتبة والدي الكبيرة.”
هذا الشغف بالكتاب تحول إلى رغبة ملحة، للترغيب في القراءة والمطالعة، فكانت البداية، عبر بعث ناد ثقافي، في شبكات التواصل الاجتماعي، الفايسبوك وتويتر، بغية بيع الكتب والتشجيع على القراءة. ثم تطورت تلك الطاقة الشابة، تسعى لتقريب الكتاب أكثر من القراء، فما كان منه إلا أن قام بتحويل سيارته الى مكتبة متجولة تجوب شوارع بغداد بمساعدة من شقيقه، رغم الصعوبات الأمنية الجمة. وبعد سنة كاملة، من التحضيرات، تحصل على التراخيص الضرورية.
ولئن كانت تجربة المكتبة السيارة من أولى بوادر المكتبات المتجولة في العراق، فقد سبقتها تجارب أخرى في عدة دول عربية، منها مصر و تونس، التي عرفت تجربة المكتبة المتنقلة مبكرا، من أجل إيصال الكتب لأطفال الأرياف في المناطق البعيدة والداخلية وحتى المعزولة وقد أثبتت آخر الإحصائيات لسنة 2016، توفر قرابة 43 مكتبة متجولة في مختلف مناطق البلاد.
بينما تتبع المكتبات المتجولة في الجزائر المكتبة الوطنية للبلاد، التي تم تأسيسها سنة 1835م وتضم في رصيدها قرابة 31022 كتاب.
ولكن تجدر الإشارة إلى أن البداية الحقيقية لظهور المكتبات المتجولة كانت في الغرب، قبل حلول 1912م، أي مايزيد عن العقد. وهو ما يعكس اهتمام المجتمعات الغربية بالقراءة والمطالعة، التي ساهمت بطبيعة الحال، في ازدهار بلدانهم في شتى المجالات والميادين.
الوسوم
المكنتبة المتجولة العراق بغداد