الدراما التركية في القنوات السعودية: العشق الممنوع؟

قررت شبكة إم بي سي، السعودية التي تتخذ دبي مقرا لها وقف بث المسلسلات التركية عبر مختلف قنواتها، هذا الشهر، ورفضت الشبكة الإعلان عن صاحب هذا القرار المفاجئ لمتابعيها.
يأتي ذلك بعد أن تراجعت العلاقات السعودية-التركية، في الاشهر الاخيرة بسبب الدعم التركي لقطر إثر اندلاع الأزمة الخليجية ومقاطعة ثلاث دول لها، إلى جانب علاقاتها مع إيران، التي تشكّل منافسا إقليميا للسعودية.
الأثر المالي أكد المتحدث باسم “ام بي سي” مازن حايك، لوكالة انباء اسوشيتد برس (أب) أنّ “هناك قرارا بإيقاف بث الدراما التركية في عدة قنوات تلفزية فى المنطقة”. وأضاف “لا أستطيع ان أؤكد من اتخذ القرار”.
وقال إن قرار سحب الدراما دخل حيز التنفيذ في 2 مارس / آذار. كما رفض الحايك القول ما إذا كان القرار من داخل إدارة الشركة أو من خارجها.
واضاف المتحدث أن القرار شمل جميع انواع البرامج التركية، وقد شمل ستة أعمال كانت بصدد العرض.
من جانب آخر، أوضح، حايك، أن الحظر سيفتح فرصا أمام صانعي البرامج في الدول العربية لسد ما عبر عنه ب”الفجوة”، قائلا ” قد يكون ذلك حافزا للمنتجين العرب لصناعة دراما عربية عالية المستوى التي يمكن أن تكون بديلا جيدا”.
في المقابل، قال مسؤول حكومي تركي، اشترط عدم ذكر اسمه تماشيا مع قواعد حكومة بلاده، لوكالة الأنباء الكويتية ” لم نكن قلقين بشأن قرار شركة إم بي سي لأن المسلسلات التركية لا تزال شائعة في جميع أنحاء العالم”.
وقال الناقد السينمائي التركي، بوركاك ايفرين، إن الاثر المالي لهذا الحظر على صناعة السينما والتليفزيون التركية البالغ ملايين الدولارات سيكون ضئيلا”. وفق ما نقله موقع ميدل ايست آي
وأضاف “ان المنتجين وشركات التلفزيون والسينما قد غطت تكاليفهم قبل ان ينطلقوا فى التصوير عن طريق الصفقات التى يقومون بها مع الاذاعات المحلية”.
قرار سياسي؟ وأكد بوركاك ايفرين، ان إيقاف بث الدراما التركية لا يمكن ان يكون سوى قرار سياسي”.
فقد دعمت الحكومة التركية دولة قطر منذ ان قطعت السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة في 5 يونيو/جوان الماضي.
كما قال زكيريا كورسون، رئيس مركز الأبحاث التركي المتخصص في الأبحاث حول الشرق الأوسط وأفريقيا، إن هناك أسباب كثيرة وراء فرض السعوديين مثل هذا الحظر، إلا أنه يعتقد أن السياسة الداخلية هي الرئيسية بينهم.
ويرجح البعض هذا القرار إلى التأثير المتزايد للحكومة السعودية، على شركة إم بي سي التي يديرها الوليد آل إبراهيم، أحد رجال الأعمال السعوديين الذين احتجزهم ولي العهد محمد بن سلمان وأفرج عنهم مقابلة صفقات مالية ضخمة.
ويحتفظ آل إبراهيم، بملكية الشركة بنسبة 40 في المئة ولديه “رقابة اسمية” عليها، ووفق المتحدث الرسمي باسم الشبكة، مازن حايك، إنه لم يستطع تأكيد من يحتجز 60٪ منها.
وقد أكد كورسن، أن الحظر “سيساعد السعوديين والإماراتيين على إظهار دعمهم لحلفائهم بتعلة التصدي للتأثيرات الثقافية غير المرغوب فيها والأجنبية”.
وهو ما ذهب إليه بعض المتابعين، في أنّ هذه الخطوة جاءت، لتهدئة رجال الدين الى حد ما بعد قرارات محمد بن سلمان المتعلقة بالترفيه “دور السينما، حفلات موسيقية” في إطار الإصلاحات الجديدة.
يذكر أن سياسة الحجب والإيقاف أصبحت شائعة في السعودية بعد أن قامت هيئة الإعلام المرئي والمسموع في المملكة، بحجب قناة “بي إين سبورت” الرياضية التي تعود ملكيتها لقطر، كما تمّ حجبها في البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. وقررت السعودية رفع الحجب عنها في وقت لاحق بتعلة خطأ فني.
الوسوم
الأزمة بين تركيا والإمارات الدراما التركية السعودية حصار قطر