التوفير

يعاني العالم من تراجع اقتصادي كبير في مجال التبادل النقدي؛ وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي وصلت إلى كل دولة ومكان من القارات اليوم، مما أدى إلى تدهور قيمة العملة وتراجع سعر الصرف بصورة ملموسة، وخاصة على الطبقة المتوسطة وما دونها من محدودي الدخل الذين يعانون من ارتفاع الأسعار سواء في الطعام أو العقارات أو المركبات أو الأراضي وغيرها، ولهذا كان لزامًا على كل أسرة صغيرة البحث عن سبل تحقيق الربح المادي بما يؤمن لها الكفاف أو المقدرة على البدء بمشاريع إنتاجية تعود عليها بالربح المادي، وقد يكون مبدأ التوفير هو الحل المثالي لتلك الأزمة اليوم، ويعني التوفير الدخل المتاح بعد طرح قيمة الإنفاق الاستهلاكي منه، وهو عكس الإسراف والتبذير الذي يعني إنفاق المال دون حساب أو ميزانية سليمة وبصورة لا تراعي حاجات المجتمع ككل، ولا يرتبط الإسراف بالدخل والأرباح بالضرورة، إذ لا يجب أن ينظر الإنسان لقيمة ما يحققه من أرباح، وإنما لقيمة ما ينفقه من نقود على احتياجات ضرورية وثانوية، وقد حثت الشريعة الإسلامية على عدد من المبادىء المهمة في ذلك الشأن منها الإنفاق باعتدال دون بخل أو إسراف، وكذلك عدم كنز المال وتجميعه دون هدف ما[١].