وزير الثقافة المصري ل”سبوتنيك”: الدور الثقافي الروسي “لم يغب قط، لكنه أقل مما ينبغي”، ونأمل تعزيزه
شكل الموروث الأدبي والثقافي السوفياتي والروسي جانبا مهما من الذهنية المصرية والعربية لدى تشكلها في بدايات القرن الماضي، وكان لها عظيم الأثر في إضفاء ثقافة تنويرية على الأدباء والمفكرين المصريين والعرب. وتواصل الإسهام السوفياتي والروسي إلى أن خبا في المنطقة، في العقود الأخيرة، مترافقا مع تحولات جيوسياسية واستراتيجية حادة طرأت على الساحة العالمية.
لذا حاولت “سبوتنيك” في حوارها مع مسؤول ملف الثقافة في مصر التعرف على ملامح الماضي والحاضر في العلاقات الثقافية والأدبية بين مصر وروسيا ومستقبلها في ضوء الآفاق والتوقعات المتفائلة التي تحيط بعلاقات الدولتين.
القاهرة — سبوتنيك — عمرو عمران
سبوتنيك: في بدايات القرن العشرين كان للحضور الثقافي السوفياتي والروسي شأنا كبيرا في تشكيل الثقافة والأدب في مصر والعالم العربي… أين اختفى الدور الثقافي الروسي في مصر والعالم العربي؟
الدكتور جابر عصفور: الدور الثقافي الروسي لم يختف قط… خصوصا بين مصر وروسيا. فما زال المركز الثقافي الروسي موجوداً، ويلعب دوراً فعالاً في مصر. ومازالت السينما الروسية موجودة وحضورها واضح في المهرجانات السينمائية المصرية مؤثرا.
ومازالت الرواية والشعر والمشاركات الروسية في ملتقيات وفعاليات ومعارض الفنون التشكيلية في الأقصر وأسوان موجودة، فالكتاب الروسي موجود في المعرض الدولي للكتاب… فالدور الروسي لم يغب يوما ما من داخل مصر.
سبوتنيك: كانت حركة الترجمة في بدايات القرن العشرين تركز بصفة أساسية على الأدب والثقافة العالمية، وفي مقدمته الأدب السوفياتي. حدثنا عن التجربة المصرية في هذا الإطار؟ وما هي توجهات المستقبل تجاه النتاج الثقافي المعاصر في روسيا وبلدان شرق أوروبا؟
د. جابر عصفور: منذ أن تأسس “المركز القومي للترجمة” التابع لوزارة الثقافة المصرية، قبل أكثر من عشرين عاماً، وهذا المركز يقوم بالترجمة عن الروسية، وقد قدم هذا المركز العديد من كتب الأدب الروسي والشعر، وصدرت كتب مترجمة بالعربية عن اللغة الروسية مباشرة، ولدينا مترجمون مصريون كبار يترجمون من الروسية إلى العربية. ومع ذلك مازال ينقصنا المزيد من التعاون في مجالات العلوم والآداب الحديثة والمعاصرة.
سبوتنيك: هل من جهود لإعادة وطبع ترجمات الأدب السوفياتي القديم والروسي القديم؟
د. جابر عصفور: كان هناك مشروع مع الأستاذ أبو بكر يوسف (المترجم المصري الشهير الذي يعيش في روسيا) لمراجعة الترجمات الخاصة بالأدب الروسي، لإعادة إصدارها في طبعات جديدة، وهذا المشروع توقف، لكن من خلال التعاون الجديد علينا ان نستعيد هذه الكتب مرة أخري.
سبوتنيك: ما تأثير الثقافة الروسية على الحياة الثقافية المصرية… وهل تأثرتم شخصيا بالثقافة الروسية؟
د. جابر عصفور: أنا شخصيا كناقد أدبي تأثرت بالثقافة الروسية. وقد تعلمت النقد الأدبي من كتب روسية عديدة. وهناك عدد ليس بالقليل من أبناء جيلي قرأنا كل الترجمات التي قدمتها لنا المكتبة الروسية بالعربية عن “تولستوي”، وتشيخوف، ودوستويفسكي، ومكسيم جوركي، وألكسندر بوشكين، ونيقولاي جوجل، وغيرهم من الكتاب الروس الكبار، إلى أن انتهينا إلى مدرسة الحداثة والتمرد في الأدب الروسي… وللأسف لم نعرف ما جرى بعدها.
سبوتنيك: هل يوجد تبادل ثقافي في مجال الفن المعاصر بين روسيا ومصر في الوقت الحالي؟
د. جابر عصفور: نعم هناك معارض يتم تبادلها بيننا وبين دولة روسيا، وهناك لقاءات ثقافية… لكن على نحو أقل مما ينبغي. فالعلاقات الثقافية المصرية الروسية تحتاج إلى دعم كبير من كلا الطرفين.
ومن ناحية وزارة الثقافة المصرية نحن نبذل ما نستطيع لتوسيع مجالات التعاون، خاصة أن لدينا علاقات ثقافية عميقة وقديمة مع ممثلي الدولة الروسية في مصر، وعلاقتنا وثيقة بالمركز الثقافي الروسي.
سبوتنيك: ما هي أهم الأنشطة والبرامج الثقافية التي ينتظر إحياؤها على صعيد العلاقات المصرية الروسية الثقافية والفنية؟
د. جابر عصفور: الجانب المصري على استعداد دائم للتعاون مع الجانب الروسي بلا استثناء، بدءا من الأوبرا والباليه وانتهاء بالتبادل الثقافي والأدب والسينما والفنون مرورا بمجالات البحث المتطور كافة.