ناشر تونسي مافيا تشرف على جائزة البوكر

ناشر تونسي: مافيا تشرف على جائزة البوكر

ناشر تونسي.. مافيا تشرف على جائزة البوكر

غابت الرواية التونسية عن قائمة الروايات المرشحة على القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” لسنة 2018، التي تتخذ مدينة أبو ظبي الإماراتية مقرّا وممولا لها، بدعم من مؤسسة “البوكر” البريطانية.
وضمّت القائمة 16 عنوانا، اختيرت من بين 124 رواية عن 14 دولة عربية، وهي فلسطين وسوريا والعراق والجزائر والسعودية ومصر ولبنان والسودان والأردن.
ورأى بعض المتابعين أن هذا الغياب يعود لضعف القيمة الفنية للأثر التونسي، فيما يرى البعض الآخر أنّ الأمر يعود إلى توازنات سياسية فرضتها قوى ضغط معينة.
ورغم ما عرفته تونس في السنوات الأخيرة، في ظل حرية النشر والتوزيع، من غزارة في الإصدارات الروائية وطفرة نوعية ساهمت في تنافسية داخلية وخارجية على الألقاب.
سامي براهم واعتبر الكاتب والباحث التونسي سامي براهم، أنه من غير المعقول الحكم على الأعمال الروائية التونسية الجديدة بأنها ليست ذات قيمة، خاصة أن تونس تحصلت على هذه الجائزة سابقا، وتستحق أن تكون ضمن القائمة النهائية للمسابقة، نظرا للقفزة على مستوى الحجم والكيف والعدد، وفق تعبيره.
وبيّن براهم أن هناك دولا ذات موقف سياسي ينسحب على الثقافة وغيرها من المجالات، بدليل ما وقع للمرأة التونسية بعد منعها من التنقل على متن الناقلة الإماراتية، حسب رأيه.
شكري المبخوت ومن جانبه قال شكري المبخوت الأكاديمي والروائي التونسي، في تصريح لمجلة “ميم” إنه “لا يمكن الحكم على القيمة الفنية للروايات التونسية دون الاطلاع عليها مع إمكانية وجود روايات أخرى أعلى جودة منها”.
وعن الصبغة السياسية لهذه المسابقة والتغييب العمد لتونس قال: “هيئة أبو ظبي لا تتدخل في التركيبة واللجنة تتكون من دول عربية مختلفة وتعمل بمواصفات عالمية، كما أن الترشحات انطلقت منذ جوان 2017”.
وأضاف المبخوت الذي تحصل على جائزة البوكر سنة 2015 عن رواية الطلياني: “لا يمكنهم التدخل في صيغة الاختيار، وحتى إن أرادوا، لا يستطيعون التدخل لأن مثل هذه الجوائز يشرف عليها مجلس أمناء من دول مختلفة لها تقاليد”.
مافيا تشرف على جائزة البوكر وقال الناشر التونسي كارم الشريف، إن تونس شاركت بأربع روايات فقط رغم أنها أصدرت في سنة 2017 أكثر من 40 رواية عن دور نشر تونسية وعلى الحساب الخاص، متسائلا عن غيابها في المنافسة على الجائزة العالمية للرواية العربية، في حين أنها فازت بجائزة الكومار للرواية وجائزة معرض الكتاب أيضا.
كارم الشريف ورجح غياب الرواية التونسية إلى سببين، إما لغياب إقبال التونسيين على الجائزة بسبب القوانين الصارمة، أو بسبب التغييب العمد تطبيقا لسياسات معينة، حسب تعبيره.
وتابع: “التغييب لم يكن على مستوى الرواية فقط، بل على مستوى لجنة التحكيم أيضا، وأغلب أصحاب الروايات المرشحة من سوريا ومصر ولبنان وفلسطين، لديهم شركاء في اللجنة”.
وأكّد الشريف أن هناك “مافيا تشرف على جائزة البوكر العالمية وفق سياسات وحسابات معينة، حيث يتم إسنادها بالعلاقات الخاصة واللوبيات وهي جائزة مشكوك فيها”.
التونسيون يتعفّفون عن استجداء المال الخليجي ويرى الكاتب والناقد التونسي الطاهر أمين، أن للتوازنات السياسية وتبعية الثقافي للسياسي تأثير كبير في منح الجوائز العالمية، مبينا أن جائزة نوبل أيضا لم تسلم من ذلك.
الطاهر أمين وقال في تصريح لمجلة “ميم”: “لا شيء يبرّر غياب تونس عن مسابقة الجائزة العالميّة للرّواية العربيّة (البوكر) سوى “زهد” الرّوائيّين التّونسيّين في الظّفر بالألقاب السخيّة من جهة، وعفّة نفوسهم التي ترفض استجداء المال العربيّ الملطّخ بالنّفط الرّخيص من جهة أخرى”.
وأضاف: “هناك وجه آخر للمسألة: لجنة القراءة نظرت في 124 رواية واختارت 16 عنوانا عن 14 قطر عربيّ. هذا يعني وجود روائيّين تونسيّين قاموا بترشيح أعمالهم للفوز بالجائزة ولكنّ اللّجنة استبعدتها. ما هي العناوين؟ لا نعرف. لماذا جرى استبعادها؟ لا نعرف أيضا. الثّابت هو أنّ العناوين المرشّحة من طرف التّونسيّين (وهي موجودة قطعا حتّى إن ظلّت خارج معرفتنا) تتضمّن عجزها عن منافسة القيمة الفنيّة للرّوايات التي تمّ اختيارها (16 رواية)”.
ولم ينف “أمين”، الزخم الكمي على حساب النوعي والفني للرواية التونسية وقال : “صحيح أنّنا نشهد منذ سنوات تراكما كميّا في كتابة الرّواية، والدّليل هو هروب “الشّعراء” من كتابة الشّعر إلى كتابة الرّواية ولكنّ هذا التّراكم الكمّي لا يعكس تطوّرا حقيقيّا في المحاولة الرّوائيّة التّونسيّة. يجب أن نعترف بأنّ الرّواية التي تكتب في تونس لا تزال تصطدم بإشكاليّة اللّغة الرّوائيّة والزّمن الرّوائيّ وغياب المعرفة الاجتماعيّة والتّاريخيّة”.
وأوضح أن ذلك يعود ل”سهولة غير مبرّرة في كتابة الرّواية عندنا، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها. وهي حقيقة ترتبط بمفهوم الكتابة ووظيفتها تحديدا. وفي المقابل، لا يجب أن ننسى أنّ الجوائز لا يمكن حصدها بسهولة، وأنّ ولادة كاتب حقيقيّ لا ترتبط بالدّولة أو بالمجتمع. فالكاتب هو نتاج عناده الخاصّ ومحنته الخاصّة”، حسب تعبير أمين. وأردف قائلا: “في انتظار أن يولد الكاتب الذي يدين لعزلته العميقة ستظلّ تونس خارج الجوائز الدولية”.
الوسوم
الأدب العربي سامي براهم

m2pack.biz