أول مشكلة تواجه تطبيق الإدارة بدون إدارة، هي أن الأخيرة تمر الآن بعصرها الذهبي، فقد فقدت نقابات العمال قوتها ولم تعد الحكومات راغبة في إدارة الشركات الكبرى، بل هي لم تعد قادرة على إدارة نفسها، وأصبحت الأسواق أكثر حرية، وأصبح الحصول على التمويل أكثر سهولة من ذي قبل، وما تحصل عليه الإدارة اليوم من أجور ومكافآت تجاوز حدود المعقول، ولم تعد المجتمعات تملك سلطة محاسبتها، بعد أن دانت لها السيادة التامة على منظماتها. أصبح المديرون على درجة كبيرة من القوة لا تهتم إلا بمصالحها الذاتية بدلاً من الاهتمام بالعملاء أو بأصحاب العمل. وكان أول من أشار إلى ذلك هو (جيمس برنهام) عام 1941 في كتابه (الثورة الإدارية) مستخدماً، لأول مرة، تعبير (الخرافة الإدارية) لوصف كيفية انتقال النفوذ من المالكين إلى المديرين.
أما العقبة الثانية فتتمثل في خوف رجال السياسة من ضياع آلاف الوظائف مما يؤثر على صورتهم السياسية وأصواتهم الانتخابية. ولذلك فإن التخلص من الإدارة يتطلب الإجابة على عدة أسئلة تتعلق بالوضع الاجتماعي الذي سينشأ نتيجة التخلص من تلك الوظائف الإدارية، وهذه الأسئلة تحتاج لإجابات حاسمة وحلول مبتكرة.