تجتمع حاسة الشم مع التذوق في كونهما يعتمدان على التفاعل الكيماوي الذي يستقصي المواد التي تدخل الجسم، ويتفاعل معها. وهما يكملان بعضهما البعض. ولحاسة الشم تأثير هضمي، فرائحة التوابل والأطعمة تحرض على إفراز اللعاب وانطلاق مفرزات المعدة وغيرها من العصارات الهضمية. فمعظم التذوق (80%) يأتينا عن طريق الأنف، أما النسبة الباقية فتأتي عن طريق اللسان. ويدرب هواة الطعام والشراب (الذواقة) حاسة شمهم لمعرفة الروائح ومكسبات الطعم. وبالمقابل فإن فقدان حاسة الشم يؤدي إلى فقدان جزء كبير من حاسة التذوق.
وتبقى للعطور ثقافتها، وخصوصيتها التي تناسب كل إنسان، ولغتها التي تخاطب الوجدان والبنيان، وتحمل مفرداتها الربيعية معاني مشحونة بالأمل، والثقة، والتفاؤل، والبهجة، والنشاط، والإقبال على الحياة. إن انتشاء الزهور، ولغة العطور؛ لغة عالمية لا تستلزم مترجمًا أريبًا، لكنها رسائل تجد من يستقبلها بإشراق وجلاء، ويفهمها البشر بلا استثناء.