حتمًا من الصعب اعتبار الكتابة تقليدًا يمضي إلى الزوال، فهي حاضرة في كل الأشكال التعبيرية، ولن تنمحي ولن تحتاج لمن يدافع عن حقها في الوجود والصراع، فلا يمكن للعالم أن يختزل في الصوت، خصوصًا وأن المنادين بهذه الفكرة، لا يستطيعون الانتصار لها بإلغاء أشكال التواصل الأخرى، مثل اللقاءات الثقافية والفنية، حيث الإنصات يقتضي الحضور الجسدي للمفكر والمبدع، رغم انتشار وسائل العرض الصوتي، هذا على مستوى الفئات العارفة، أما الفئات غير المثقفة، فهي مضطرة لاختيار هذا البديل، بحكم تراجع مستويات التدريس في العالم العربي، إن لم نكن على حافة إفلاسه، والخطير أن هذه الوسائل التقنية، يعتبرها البعض مفتاحا لتطور العلميات التعليمية، بحيث تغدو الجامعات غدا، عبارة عن عروض مصورة، تنوب عن المدرسين، وقد تظهر آليات التلقين عن بعد ونتخلص من المدرسين.