6 من أصل 6

قصة آدم وماريا قائمة على أحداث وقعت مرات عديدة وسوف تتكرر دون ريب. وهي تلخص على طائفة من الناس يسيء فهمهم عالم الناس الأسوياء. إن آدم وماريا شخصان يقفان على طرفي نقيض في آرائهما حول إحدى الخبرات الإنسانية المركزية. ألا وهي القلق. فآدم لا يفهم ما تخبره ماريا عن القلق وأن كانت ماريا تفهم خبراته، وتجده لا يتحمل تصرفات ماريا، لأنه لا يفهمها، بل إنه ليعتدي عليها بطرق خفية، ويعدها غير لائقة، وهو لا يقبل قواعد حياتها ولكنه يتوقع منها أن تحيا حسب قواعده. وكلاهما لا يستطيع أن يعبر الفجوة بينهما لإدراك مشاعر ماريا وخبراتها. وهذا هو جوهر الصراع بينهما.

والكتاب الذي بين أيدينا يدور حول الناس من أمثال ماريا –شكواهم أو علتهم وانغماسهم في الرعب وخبراتهم الغربية-.

وهو يدور أيضا حول بداية تحرر هؤلاء الناس، ورحلتهم إلى الحرية.