6 من أصل 6

وفى أحيان كثيرة قد لا يكون الوحي مثيراً على هذه الشاكلة. فقد يهبط على صاحبه بهدوء عقب محاولة فاشلة من محاولات التعاطي الذي يتوهم المدمن خلاله أنه مسیطر و متحكم فی کل شیء. وهذه های لورین loraine التی إلتقیناها فی الفصل الخامس تصف لنا کیف نزل علیها وحی ذلك القبول:

كانت لحظة “القبول واحدة من لحظات الهدوء. إذ لم يكن في داخلي أثناء تلك اللحظة أي أحداث مضيئة، وإنما مجرد ذلك الإذعان والرضوخ. وقد جاء ذلك عقب فترة استمرت أحد عشر أسبوعًا كنت أمارس خلالها تعاطي المشروبات الروحية في ظل ما أسميه السيطرة والتحكم الوهميين، والذي أقصده هنا، هو أنى، كنت بلا سيطرة أو تحكم نظرا لأني لم أستطع التخلي عن تعاطي تلك المسكرات، ولكنى كنت لا أدخل في النشوة أو السكر كى أثبت للآخرين كيف أن بوسعي أن أتحكم في تعاطي المسكرات وأسيطر عليها، ولكن واقع الأمر، أنى كنت أتلصص، فكنت أخفى زجاجة من النبيذ في البدروم وكنت قد قررت أن أجهز عليها مخافة أن يصبح ما تبقى منها هباء منثورا.

كنت كلما نظرت إلى الزجاجة وحجم النبيذ يتناقص فيها أدرك على الفور أنها عندما تنتهي فسوف أخرج لشراء زجاجة أخرى، وأن كل ما في الأمر هو أنى أستغفل نفسي وأخدعها. وشعرت فجأة أن كل شيء عاد إلى مكانه، وبهدوء تام. لم يكن ذلك الوحي كبيرا، ولا متفجرا، وإنما كان يشبه يا إلهي، وهو كذلك “. وهنا تخلصت من بقية النبيذ وذهبت على الفور في تلك الليلة لحضور أول اجتماع إلى في جمعية مساعدة مدمني المشروبات الروحية على التخلص من إدمانهم.