عبد الكريم محمد النملة:
2من اصل3
بل كنت تتصنعها كثيرًا ولا تأبه بمن وهب عقلاً قد يتجاوز طقوس تصنعك، ومع دوام إصرارك، يخفقون في نبش داخلك، إما لمصلحة يرجون خلاصها، وإما لأن الأمر يشيع فلا يولونه كبير اهتمام.
كيف لو تسلطت عليك العيون داخل بيتك وخارجه في هذا المساء اللاهب، حتمًا ستكون هذه لحظة انطفائك الأخيرة.
تتأرجح بين موجتين متقاذفتين، داخلك موجة الرغبة الناشبة تلح، وخارجك موجات الخوف المثبطة.
تخرج من غرفتك تشحذكانفلاتات الرغبة المتوحشة، تدفع بجسدك الهزيل نحو نهر اللذة المبتغاة، كي تعب من لذائذها ما شاءت لك فسحة المساء اللاهب، تمضي ذاعنًا صغيرًا، تصعد نحو الطابق العلوي، وفي كل خطوة يضج جسدك بالرغبة المتأججة، ويتوتر!.
تجدها المتوسلة الصامتة، تدرك أنت ذلك جيدًا، ففي العقد الرابع لا فسحة للغفلة عن مقاصد النظرات، تجس الجسد مختبرًا، وحين تتلوى في حظنك تغيب أنت في حمأة الرغبة، تلغ من شهدها ما شاء لك شوقك، وحين تتخفف من لهيب جسدك، تلوح بين عينيك صورتك التي تتقن رسمها، تزفر، تقسم ألا تعود ثانية.. وتعود!