3 من أصل 3
وكانت تخشى في كل مرة أن تكون هذه النوبات مقدمة لنوبة الهلع العظيمة التالية. وبعد بأسبوع حدثت هذه النوبة. ثم صارت نوبات الهلع بعد ذلك تحدث ثلاث مرات أو أربع في الأسبوع. وتخللت هذه النوبات العظيمة نوبات بسيطة من الأعراض. يتراوح عددها بين خمس نوبات أو ست في الأسبوع.
وبعد بضعة أسابيع من نوبتها العظيمة الأولى، كانت تشاهد مسرحية مع آدم. وكانا يجلسان في الصف الأول من شرفة المسرح. وكانت المسرحية تدعو إلى الملل، ولاحظت ماريا مدى هدوء الحاضرين أثناء المشهد. ثم أصابتها نوبة الهلع. وأحست أن زمام عقلها يفلت منها، وأنها توشك على أن تقف وتصرخ في المسرح الهادئ. وبعد برهة ظنت أن عقلها ينفرط فقد استولى عليها نازع قوى يدفعها إلى إلقاء نفسها من الشرفة. ولأنها كانت تشعر بأنها تفقد سيطرتها على عقلها، بل بأنها في طريقها إلى الجنون، فقد أصابتها خشية من أن تستسلم لهذه النزعة. وكانت تفكر “إن هذا الإحساس بأني أسير في طريق الجنون، وبأن عندي نزعات غريبة، لا بد من أن يكون انهيارا عصبيا. فإذا لم تكن في سبيلها إلى الجنون فلا شك في أن الأمر كله لدفع أي إنسان نحو الجنون.
وبعد هذه الواقعة بأسابيع وشهور أحست كأن شيئا غريبا من قبيل النزوة الهوجاء يدفعها إلى منحدر بحيث تقف على حافته. حتى إذا أحست بقرب النهاية إذا بشيء يردها عن الهاوية ويستنقذها ليتكرر هذا مرة أخرى في يوم آخر.