3من اصل3
ومثل معظم ملاحظي السجون الآخرين، يحيط بي حاليٍّا العديد من وحدات السجون ذات الإجراءات الأمنية فائقة التشديد التي لا تزال في مرحلة الإنشاء.
ويقول مسئولون حكوميون: إن هذه الوحدات مُصمَّمة “لاستيعاب السجناء الذين يعتدون على موظفي السجون ويخلُّون بالنظام في مؤسساتنا” ، والغرض هنا هو “إبعاد “السجناء” عن مناطق الحبس العامة. ”
وبالوضع في الاعتبار هذا التركيز على عزل السجناء المخلين بالنظام عن الآخرين، يقل الاهتمام بالوجهة التي سيُرسَل إليها هؤلاء السجناء، والظروف في السجون ذات الإجراءات الأمنية فائقة التشديد، والمصير الذي ينتظر السجناء الذين يُرسَلون إلى هذه السجون يعترف المسئولون بالطبع أن الظروف التي يوجد فيها هؤلاء السجناء صعبة، والبيئة المحيطة بهم قاسية ويذكرون- بشيء من الفخر – أن الحبس يعني الاحتجاز المطلق وعدم مغادرة السجناء لزنزاناتهم إلَّا لممارسة التمارين الرياضية ويشيرون إلى أنه لا يوجد تواصل في السجون ذات الإجراءات الأمنية فائقة التشديد – ليس هناك تفاعل إنساني على الأقل – بين السجناء والحرَّاس.
ما لا توضحه هذه التصريحات هو مدى الحرمان الحسي الذي ينطوي عليه العزل المشدد فمثلما يشير كوبرز، يتضمن هذا العزل قضاء أشهر – وأعوام في بعض الأحيان – في زنزانة رمادية كئيبة تحتوي على مرحاض ودش (معطل غالبًا) وحوض وسرير خفيف نقال، مع إمكانية دخول قفص صغير مسيَّج بالأسلاك مدة ساعة كل يوم ويُدفَع الطعام البارد عبر فتحة في الباب، وتصدر الأوامر بصوت عالٍ غليظ من سماعات مشوهة الصوت يمر الوقت بصعوبة وبطء في هذه الأجواء، وإن كانت بعض السجون ذات الإجراءات الأمنية ” التقدمية ” فائقة التشديد تقدم مواد تعليمية من أجل التعلم الذاتي عبر فتحات الأبواب أو من خلال عرضها على تليفزيون مبرمج مسبقًا وفي بعض الأحيان فإن إطلاق السراح المبكر من العزل يأتي نتيجة لسلوك نموذجي؛ أي بعد شهور أو أعوام من السكون.
ويشير كوبرز إلى أن السجون ذات الإجراءات الأمنية فائقة التشديد (والبيئات التأديبية بوجه عام) صار يشغلها السجناء المصابون باضطرابات انفعالية؛