2من اصل3
في إحدى المرات، وبعد أن تراسلت مع أحد السجناء عدة أشهر، معلِّقًا على الشِّعر الذي كان يرسله إلي، ومرسلًا إليه طوابع، تأخرت إحدى رسائلي في بريد السجن فتلقيت رسالة غاضبة من هذا السجين يخبرني فيها بأنه لا بأس من ألا أرغب في مراسلته مرة أخرى، لكن ينبغي علي إعادة إرسال كل أشعاره إليه وسوينا سوء التفاهم، وتوصلنا إلى أن التأخر في البريد ربما رجع إلى بعض القصور وليس لأي تآمر – على الأقل في هذه الحالة – من جانب السلطات العقابية لإفساد المراسلات بيننا لكن شدة الإحباط
والمرارة التي تضمنتها هذه الواقعة، وغيرها من مثل هذه العلاقات، جعلتني أفكر بحذر في إيجابيات وسلبيات البدء في أية مراسلات مع أي سجين وعندما أبدأ في الكتابة بانتظام إلى سجين ما، أحاول قدر الإمكان الإبقاء على التوقعات واقعية، ومن ثم تجنب إحباط السجين الذي يراسلني.
عند وضع هذه الأمور في الاعتبار، يمكن أن تكون المراسلة مع السجناء مفيدة للغاية، وأوصي بها ففي واقع الأمر، إذا راسل عدد أكبر من الناس خارج السجن السجناء، فسيقل شعور هؤلاء السجناء بالعزلة، وربما سيبذلون مزيدًا من الجهد للتغلب على احتمالات عدم تمكنهم من التكيُّف بنجاح في المجتمع بعد إطلاق سراحهم.