2من اصل3
قد اقترح تعميم إجراءات الحجز على جميع أرجاء المملكة؛ بغية منع استمرار تدفق الضالِّين والمُشرَّدين على العاصمة.6 تجدر الإشارة أيضًا في هذا السياق إلى تأثير جمعيات سان ساكر من السرية، التي كانت تتبع نهجًا فكريٍّا مماثلًا لجماعة باريس، والتي يبدو أن أقدم فروعها هو ذاك الفرع الذي كان قد تأسس في ليون. وهكذا، عقب إنشاء مؤسستين إحداهما في ليون فيما بين عامي ١٦١٣- 1614، والأخرى في مارسيليا في ١٦٤١ (حيث كان قد تقرر تطبيق الاحتجاز منذ منتصف القرن السادس عشر)؛ شُيدت مشافٍ عامة في المدن التالية: أميان ( في عام 1640 تقريبًا)، ونانت في ١٦٥٠ ، وكاين وسينليس في ١٦٥٥ . ثم تسارعت وتيرة الحركة بعد عام ١٦٥٦ ، وسارت هذه المرة على نسق النموذج الباريسي، وبُنيت العديد من المشافي في المدن التالية: بونتواز، وسواسون، وسان فلور، ونويون، وإيسودن، وكليرمون فيران، وبورج في عام ١٦٥٧ ، وبوفيه، ولوُ مان، وريوم، وتور، وبلوا في عام1658، ومون بريسون في عام ١٦٥٩ ، وكاليه ومولان في عام ١٦٦٠ … معظم هذه المؤسسات هي نتاج مبادرات اتخذتها المجالس البلدية، ولا يحركها أي هدف لتحقيق المركزية. ومن الجدير بالذكر أنه حال قيام مدينة ما بإنشاء دار للحجز، يتراجع متسولوها نحو المدن المجاورة التي تشهد تبعًا لذلك تزايد الحاجة الملحة إلى إنشاء مؤسسة خاصة بها. “انتشر جَوٌّ عام في أرجاء المملكة يدعو لممارسة أعمال الخير والإحسان العامة تجاه أولئك الذين اشتدت بهم الفاقة وصاروا يعانون من البؤس والشقاء.”
في بداية صيف ١٦٦٢ ، إثر وقوع أزمة دورية ضربت بشدة النصف الشمالي من فرنسا، اكتظت مدينة باريس من جديد بالمتسولين الذين اضطرتهم المجاعة إلى ترك المقاطعات التي كانوا يعيشون فيها. وهو ما دفع السلطة المَلَكية إلى تعميم المرسوم الصادر في أبريل ١٦٥٦ ، على نحو رسمي هذه المرة، على جميع المدن والبلدات بالمملكة، وذلك من خلال إصدار إعلان يونيو ١٦٦٢ .