زوجي.. لا يتقبل نجاحاتي!
ما إن تبدأ المرأة تخطو خطواتها الأولى في طريق النجاح والتفوق، وتسعى لإثبات جدارتها وقدرتها على تخطى التحديات حتى تبدأ المعوقات تعترض طريقها، إلا أنّ الأمر يكون مزعجًا ومحبطًا حين تأتي هذه العقبات من قبل أقرب الناس وأكثرهم تأثيرًا وقدرة على التصرف… ألا وهو الزوج والرجل المعيل صاحب حق الطاعة!! فبعض الرجال للأسف يغارون من نجاحات زوجاتهم… فما أسباب غيرتهم؟؟ وما الحل لها؟؟ هذا ما يعرضه لنا المستشار الاجتماعي والأسري عبد الرحمن القراش في السطور الآتية:
بداية يقول القراش:” هناك حقيقة مرة نغفل عنها أو نتناساها عمدًا وهي أنّ بعض الرجال يشعرون بعقدة النقص من نجاح المرأة جيلاً بعد جيل، فلدى البعض قناعة تامة أنّ الرجل يجب أن يكون هو الناجح والأقوى في كل مجال، وإلا انتقص ذلك من رجولته، ناهيكم عن اقتناع البعض بأنه لا مجال للمرأة أصلًا للعمل والتميز إلا في بعض الوظائف المحدودة التي لا تتطلب إبداعًا ولا تظهر إمكاناتها الكبيرة خاصة إذا كانت حاصلة على قدر مناسب من العلم والتدريب والخبرة”.
ويرى القراش أنّ لهذا الأمر تأثير كبير على المشكلات الأسرية فيقول:” من هنا كثرت المشاكل الزوجية بسبب نجاح المرأة وتقدمها وتميزها عليه فتجد نساء في مقدمة المجتمع مبدعات وراقيات بالعلم والإبداع ولكنهنّ فاشلات في حياتهنّ الزوجية، وإن لم تكن متزوجة فهي رهينة لأهل لا يقدرون تعبها ولا يعنيهم أمرها. ومن هنا قد تتهدم بيوت بسبب تعنت الرجل وغيرته من تقدم المرأة عليه، فما بالكم لو كانت المرأة هي من تصرف على الرجل فهذه قصة أخرى يقوم عليها مبدأ المقايضة، فيساومها على راتبها مقابل عملها ويساومها على حقوقها الشرعية بألا تنالها حتى تدفع له. للأسف بعض السيدات يرضخن لهذا الابتزاز خوفًا على بيوتهنّ من الخراب، والبعض من لا تقبل بأن تكون دجاجة بيّاضة فتطلب الطلاق في أقل الأحوال خوفًا على مستقبلها .
ويوجه القراش رسالة للرجل الذي يعيق نجاحات زوجته قائلًا:” تذكر أنك اخترتها وأنت تعلم أنّ لديها طموحًا وظيفيًّا كبيرًا، ووعدتها أن تؤازرها فيما تسعى إليه ولا توجد منافسة بينكما من أي نوع. كن واثقًا بنفسك فمن المؤكد أنّ تسرب هذا الشعور إلى قلبك سببه الرئيسي عدم شعورك بالثقة.
لكن عليك أن تذكر نفسك دائمًا بأنها اختارتك هي لأنك ناجح وطموح وستملأ عليها حياتها. ولكن إذا بدر منها بعض التصرفات التي تعد قدرًا من التعالي والإحساس بالذات بشكل مبالغ فيه فلا تتردد في التحدث إليها لكن ليس بلهجة آمرة أو غاضبة أو قاسية بل كن حليمًا صبورًا، والفت نظرها برقة، فالمرأة مفتاح عقلها عن طريق قلبها وحاول دائمًا أن تعيد تقييم وضعك المهني والمالي، فإذا كنت لا تشعر بالرضا عن عملك الحالي فلا تتردد في البحث عن عمل آخر يعيد إليك الرضا الذاتي والفخر بما تعمله، وإذا كنت راضيًا عن عملك وتحبه فلما لا تسعى للتقدم أكثر فيه محاولًا مضاعفة الوقت الذي تقضيه في عملك حتى تصل إلى ما تطمح إليه.
وتعلم الرضا ولا تحاول أن تكن أنانيًّا وتطلب من زوجتك التخلي عن عملها الذي تحبه لتحافظ على صورتك أمام نفسك، والتي من المؤكد أنها ليست مهتزة في أعين الآخرين كما تظن فالمشكلة كلها في رأسك أنت، وأظهر دائمًا لزوجتك الدعم والاحترام الذي تستحقه في كل الأوقات ولا تتعمد إهانتها أمام الآخرين فقط لتثبت لهم أنّ مكانتك أعلى منها دائمًا فلا داعي لإثبات هذه الحقيقة بشكل جارح ووقح؛ فالجميع في مجتمعنا يدرك أنّ المرأة مهما ترقت في مناصبها لا تزال تنظر لزوجها بنوع من التقدير والإجلال فهي إن كانت لا تحترمك أصلًا لم تكن لتكمل هذه العلاقة معك.