العراقي حسين الموزاني… الكتابة محاولة لتحييد الذكرى وتسكين الألم
بغداد «القدس العربي» من صفاء ذياب: «لم تعد حتى فكرة الموت في العراق مغرية بالنسبة لي، وانتفت تلك الرغبة، فضلاً عن العيش، بفعل الموت المجاني اليومي، ولم تعد للإنسان كرامة في العراق حتّى للموتى.. كلّما أدفن صديقاً هنا في ألمانيا، وآخرهم كان الكاتب المسرحي صالح كاظم الذي رحل نهاية العام الماضي، أرى الزهور والأشجار والتماثيل تزين المقابر الألمانية وأتذكّر مدافننا وقرّافاتنا المقرفة ومنها مقبرة النجف، التي هي أكبر قرّافة في العالم، وحيث يفقد الميّت كرامته، حتى لو كان يبحث عن القرب مما يسمى «بالعترة النبوية». وأسّر لي صديق منفي في الدنمارك بأنه حالما ودّع والديه في جنوب العراق شعر بأنهما قد توفيا منذ تلك اللحظة. لكن المتوفى آنذاك كان هو نفسه. وعندما عدت إلى العراق التقيت بجدتي وكانت في الخامسة أو السادسة والتسعين من السنّ، فذكّرتني بكلام قلته لهم أثناء الوداع وهو أنكم ستفقدون شخصاً واحداً، أمّا أنا فسأفقدكم كلّكم. ومازال الشعور بالفقدان يجتاحني أينما حللت».