الخصوصية ويوتوبيا الأهواء

الخصوصية ويوتوبيا الأهواء

الخصوصية ويوتوبيا الأهواء

انسجاما مع استراتيجيتها الكونية، توحي الحداثة بانفتاحها على خصوصيات هوامشها، كما توحي بتأمينها لفرص التفاعل المشترك والعام بين مختلف الشعوب، وهو مشروع سيظل إنجازه مؤجلا باستمرار، بفعل استشراء التوترات العاصفة تباعا بينها وبين هذه الخصوصيات، على خلفية ما يكتنفهما من التباس دلالي كبير، سواء لدى المختصين أو الملاحظين، حيث لن يكون من السهل تلمس الحدود الفاصلة بين آليات اشتغالهما، فضلا عن تواضع فعالية التقنيات الإجرائية المتوافرة لدى الباحثين، التي لا تسمح بالبث في صلاحية هذه التقنيات، أو الحسم في ترجيح الاختيارات الثقافية والمجتمعية، التي على ضوئها يمكن تحقيق التناغم المنشود بين الذات ومحيطها، وكلها عوامل من شأنها إرباك حركية السؤال، والإيقاع بها في أتون تخبط أهوج، تتشابك فيه تفريعات المفاهيم، مع تقاطعات القناعات والتصورات، وهو ما يحرف بشكل قد يكون جذريا.
٭ أكاديمي وأديب مغربي
رشيد المومني

m2pack.biz