القادمون من القرية
من يردّ عنا مفاتن هذا الحريق؟
نحن مكترثان هاهنا دون أشجارٍ
نرشّ فوق الظّهيرة فخّا
لِهذا التّوحّش الغريب
أحقّا
كان يمكن أن نمرّ على عضد هذا العطش
حين نبثقْتِ كالماء من أوّل الشكّ
يا عاشقة؟
أحبّكِ…
لا شيء يصرخ في بهو الجسم
أفعى تلتفّ حول معاطفنا
وعمّا قليل
ستبيضّ خطواتكِ في العراءْ
تلك المدينة ترزح تحت غيابكِ
فأين نفرّ
وليس هناك سوى تّجاهٍ وحيد!
ضعي بحيْرة اللّيمون في شَعركِ
و أديري الجسر كي يمرّ الإوزّ إليها
ها قد أدرَكَنا البرتقالُ
ولم نفق من سكرتنا
بعد
قبل رصيفين كنا بلا وردةٍ
نتفاوت في ذرّةٍ واحدة
كانت رضعتان من الموت تكفي
حتى يشقّ كلّ منّا حريقه
لى الهذيان
هذا الضباب يعبّأ ما يفصلنا
فتعالي جهة القلب
كي أبصِرَكِ
جيّدا.
شاعر تونسي
سليم الحاج قاسم