حصّالة اللاجدوى
تصطكُّ في رأسِ الجدارِ
أسنانُ نافذةٍ
ما عادت تُطلُّ على أحد
كان اليمامُ قديماً
يناغي على حبلِ الغسيلِ
والعصافيرُ تبحث في جيوبكَ
عن بقايا الخبزِ
وأمّكَ تَكْرفُ رائحة سجائر “الحمراء”
على صدرِ سترتكَ الرماديّة
وكنّا إذا ما اتصلتْ بنا عشيقاتنا
خجلاً… نناديهنَّ بصيغة المذكّر
في حين كانت عرباتُ الشمندر السكريِّ التائهة
تجوب المدينة قبل المغيبِ
تبحث عن الطريق إلى مسكنة
*
تبيعنا المدن البعيدة شجاعة مستعملة
– نحن الغرباء –
بينما الخوف يمدّد رجليه مستلقيا
أمام أبوابنا
يحكُّ زغب شاربيه
يدندن أغنية قديمة
يرنّ جرس البيت ثلاث مرات
ثمّ كالطفل يهرب وفي يديه حذاؤه
نلمح ساقيه النحيلتين كمِجْوَزٍ
نناديه
تعال يا صديقنا
فيجيء
منذ زمن طويل ونحن ندلّل الوهم
في هذه المدينة
نغنّي لأجله
نشتري له الحلوى والمثلجات
ونكنّيه بأبي الأمل
الربيع في بعض البلاد
محضُ نعاسٍ
فمُدَّ إلينا يديكَ من زنزانةٍ قصوى
نحن جِراؤكَ يا فرات
لم يتركوا في يدنا
إصبعاً نمضغها
كي لا نشير
إليهم!