بيني… وبين الحلاج
من ريح الحلاج ما يشفي
أو ليس من قالْ:
تُهدى الأضاحي
وأهدي مهجتي ودمي
شهيدا للفرق وللبينْ.
فمن كان ذا سرِّ
ومن كأسه تروي
ومن سار ليلا
ومن كان في غمرٍ
ومن قال: لا أدري
ومن جرد الحبر من قلمٍ
وقالْ: لا أدري
ومن لون الماء
وقالْ: أدري..
سري معرفة ..
ومن كان للمجد طلابا
ومن مات من هجرٍ
ومن كان قلبهْ
ذا طهرٍ
ما كنت نبيا ولا حلاجا
لست جبهة ثرية ولا يسارا
ولا يمينا
لست دمعة شجية، ولا منصة
ولا كمينا
لكني أسيرة
من يفك ذا أسري؟
لباسي من غير ثوب
لباسي فقري
ومائدة الحلاج من
غير قبرٍ
تضوع حبا في مدنٍ
لا عمر لها،
ولا لون
ولا عين ترى
أو تبصر ما يجري
ولا قلب يحن صمتا
أو يجن من الفكر.
أدخلني إلى عهري
ليس يلام من كان ذا عذر
من كف عنه اليقينْ ..
أو مرقْ
فجاب كثيرا
ونال قليلا
في خلوة العصرْ
والحلاج ماؤه منسكب
يجوب رماده أزقة النهرْ
عينه من فرط حزن
لا تبكي
يده… يا يده
تشكو من زاره الموتْ
وكر من غير أن يقطف
صمته … من فخر
وقال يوما:
تجوبني طرقي
وأجوب جنة الحبر
هل رواه ماء
حين صار نارا
أم كان ماؤه الذي يروي؟
شاعرة من المغرب
فاطمة الميموني