بـراءةٌ حـزن

براءةٌ حزن

براءةٌ حزن

يفتحُ العمرُ أزرارَ الطاعةِ
وتنحني أشرعتي إليكَ …
هذه أرصفةُ المدنِ الفارغة منا
تأخذني لثقبِ الضياع
تكبرُ الغربةُ وأنتَ في المدى البعيد …
هناكَ فوق أرض تضيء الكون
رأيتُ في المنامِ بيتاً قديماً
وثماني عشرة مدينة تترامى بين عكازين
تتبادلُ الدماءَ شوارعها
تمنحها براءة حزن
معها تجلسُ الجثث وخراب المدى
يا موطني لماذا سواد النخل والبياض ؟
لماذا يشكلّون خراب الوطن
ودمع الأم ؟
لماذا يحترفون الرحيل في التوابيت ؟
أبتي يا موالَ ريحٍ يحشّدُ فاصلَ الآهات !
للسؤالِ نزفٌ … وأنا أرسمُ على الأرضِ حقلَ شهيد
وذراعَ طفل يضيع …..
سؤالٌ يتيهُ يا أبتي فوقَ شفاهِ مدينتي المُدانَة بالرماد
ناديتكَ والهموم تتلبسني …
ناديتُ حتى هربتْ في حنجرتي كل الألوان !
وخلتُني تصحّرَ الماء وسطَ لغزِ فمي المركون
وماتتْ على كفّ الأوهامِ أعشابٌ تراقصُ الفرات
ابلغني يا أبتي حكاية الوحدة والتيه المريب ؟؟؟
‘ فسام ‘ بعد نوحٍ لا يرى روايةَ الخرابِ على ضفافِنا !

m2pack.biz