أيها العيد السعيد
– أَيُّها الْعيدُ
الْبعيدْ
لَمْ نَعُدْ كَما كُنّا أَحْباباً وَجيرانا،
تَطْرُقُ بابَنا باكراً
وَتُهْدينا مِنَ السُّرورِ أَلْوانا .
فَقَدْنا الأَبْوابَ وَالنَّوافِذَ وَالشُّرُفاتِ
وَالأَسْقُفَ وَالْعَتَباتِ وَالْجُدْرانا
وَشَيَّعْنا في الدُّخانِ وَالْغُبارِ
الأَهْلَ وَالأَوْطانا،
وَتَوَزَّعَتِ الْحُدودُ الْمُتَجَهِّمَةُ
دُموعَنا وَخُطانا
وَها نَحْنُ ذا
في النَّبْذِ وَالْعَراءْ
بِلا مَلامِحَ وَلا أَسْماءْ،
نَفْتَرِشُ الْفجائِعَ
وَنَتَوَسَّدُ الأَلْغاما،
بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءْ
مَصْلوبين عَلى اْلاَسْلاكِ الشّائِكَة
مَنْسِيّينَ يَتامى
نَقْتاتُ مِنْ جوعِنا
وَنَغْزِلُ مِنْ عُرْيِنا
لِلإِنْسانِيَّةِ رايَةً وَوِساما .
نَجُرُّ أَشْلاءَنا وَبَقايانا
وَيَتْبُعُنا في الطَّريقِ إِلى الْمَجْهولِ
مُتَأَبّطينَ ما تَبَقّى مِنْ قُبورِهِمْ
مَوْتانا
أَيُّها الْعيدُ السَّعيدْ
لا نَدْري أَيْنَ نَحْنُ
فَهَلْ أَنْتَ تَدْري
هَلْ تَرانا؟
أكادير المغرب
أيها العيد السعيد
عبد العالي النميلي