ساري الليل
أقول: «هلي»
فترتدّ الجبالُ: «هلي»
أنا الغريبُ
وحزني لايملّ :
«هلي»
في كلّ نجمٍ يتيم الضوء وجهُ «هلي»
في كلّ وجهٍ طريّ الحزن ريحُ «هلي»
في كلّ طفلٍ شهيدِ الوقت كان «هلي»
« هلي عز النزيل وعز من قال
ثقال الروز ماهم حجر منقال»
والمنقلة؛ سبعة أعشاش يمام في مقابل سبعة، في كلّ عشّ سبع حصيّات، يتقابل كهلان كلّ منهما بعيني ذئب، ووراءهما مشجعون يتدخلون في اللعب، يعدّون الحجارة، يقولون له :»قوم بالبيت هذا، كل رجعتك1…»، وفي المنقلة لا غلب إلا بالقعود ( بحجرة واحدة).
مات لاعبو المنقلة في القرية، واحداً تلو الآخر، التلفزيون و (السكامبيل2) وكرة القدم خرّبت الناس، وفي هذه الحرب لا بدّ أن أحدهم تذكرها، وضع قبضة شهداء في يده، ونثرها في أعشاش من خشب الصفصاف، لا بدّ أن …
أقول هلي؛
قمر العتابا يرشّ الحوش/والولدُ
غافٍ هناك/ ورؤياه التي وجدوا
حزنٌ جليلٌ/ ولكنْ ماله أحدُ
يبكي عليه/ ويرثيه إذا رقدوا
مرثيةً يا هلي/ عنوانها الولدُ
تقتات من دمعه وحزنِه العالي
«يهلن دموعي بقيت أندب على حالي
سريت وأصبحت أنا بسعون وجبالِ
شكيت أمرا جرى لمدبّر الحالِ
يشيب راسي على فراق الرداحيّة»3
الآن؛
لا جريدة أقرأ فيها :» البقية في الصفحة 11»
لا انتظار لتيار الكهرباء بعد العاشرة
لا عودة مظفرة بثلاث ربطات خبز
لا أمّهات يهلهلن في نتائج الإعدادية
لا برغل منشور في صهيل أيلول
الآن؛
«هلي» هنا
أغنية من دون طعم في اليوتيوب
كلمات مبعثرة في نصّ رديء
الآن
هلي؛ يلبسون أسمال العالم
هلي؛ خدم المقاهي والمطاعم في بيروت
هلي؛ بائعو البسطة في أورفة وعينتاب
هلي؛ لم يذهبوا إلى حمص وحماة
الرجعة: أربع حصيّات في لعبة المنقلة يكسبها اللاعب من حجارته
السكامبيل: لعبة ورق في الشرق السوري
النصّ مقتبس من التراث الشفاهي الفراتي وهو من فنون الموليّا
شاعر سوري
عيسى الشيخ حسن
الأستاذ العزيز عيسى الشيخ حسن المحترم.