خريِطَةُ النَّهْرِ
1 مدْخَلُ النَّهْرِ
امرأةٌ
تتَعَرّى
على مهْلِ أحلامِها الماكِرةْ
تسْتَحِمُّ
على عجَلٍ
عِنْدَ شطّ الفَوَاتْ
أوَلُ النَّهْرِ
في بهَاءِ البُكاءِ
تُسَاوِمُ في غفْلَةِ الطِّينِ
حُرَّاسَ آلامِها
تلْعَقُ الدّمْعَ
مِنْ عينِ أيامِها العاكِرةْ
في احْتِفالِ الوَداعِ
تُوَقّعُ في حائطِ الوَقْتِ تِذْكارَها
فلا يخْدِشُ الحُزْنُ هِنْدَامَها
ولا تخْسَرُ النّرْدَ
في لُعْبَةِ الكائناتْ
أوسَطُ النَّهْرِ
يسْرقُ الموجُ
أسْرَارَها الباكِرةْ
وهْيَ مشْغُولةٌ
بِسُقُوطِ الدَّوائِرِ
مِنْ راحةِ المَوْجِ
في قبْضَةِ الذّكْرَياتْ
آخِرُ النَّهْرِ
في بيَاضِ السَّرَابِ
تُرَتِّبُ مائدةً
لِطُيورِ الغِيابِ
تُلُمْلِمُ رِيشَ النّشِيجِ
وتَجْلُسُ في آخِرِ السِّرْبِ
مُمْتَنَّةً شاكِرةْ
تصْنَعُ القُبُّعَاتْ
مخْرَجُ النَّهْرِ
تحْبِسُ الأبْجَدِيَةَ
في صوْتِها
تغْسِلُ الشِّعْرَ
في رِغْوَةِ الصّمْتِ
عِنْدَ احْتِدامِ الغِناءِ
وتهْجُرُ مقْعَدَها
دُوُنَ إذْنِ القَصِيدةِ
كيْ تكْسِرَ الوَزْنَ
والرَّوحَ
والقلْبَ
والذّاكِرةْ
ويَمُوُتَ النّبَاتْ
أديس أبابا
حسن عثمان الحسن
رائع..مبدع..متألق: حسن عثمان الحسن ياشاعرالنيل الأزرق ؛ تنغّمت اللفظ والمعنى بعمق وأفق ودفق.إنه الرسم بالماء ؛ لخريطة الشعروالنساء كشلال.حقاً لديك عبقريّة الصهيل.ياليتّ هناك الفنّان التشكيليّ الذي يحوّل كلماتك إلى لوحة ( جارية ) كالنيل قبل جفاف الحُبّ والرّوح السيّال : نهرا الحياة لمنبت النّورالمكنون.لذا ننتظرمنك ( مواويلاً ) جديدة كالبوح الأول لسحاب مطرهتون..لينزل الغيث عطراً وتتبرج به عيون القواريركحلاً مع الأصيل…فيكون للناظرين سماءاً ذات بروج ؛ كالنجم والهلال ؛ لخريطة نهرمنعرج ؛ نميرزلال.