حوار

حوار

حوار

(1) أقولُ لها : أينَ كنتِ
– كنتُ أرتِّبُ خُصْلاتِ شَعري
– لوجهِكِ رائحةُ الزَّعترِ والتوابلِ والحبقِ اليابسِ
أينَ كنتِ تُخفينها ؟
– لكَ تضحكُ : لكنَّكَ غِبتَ أكثرَ مما أُطيقُ
تأخرتَ
– لكنَّني جئتُ
– هل لم يزلْ جسدي غابةً تبحثُ في مفاتنها ؟
– أنتِ لم تزلي الزَّغبَ الأبيضَ يثقبُ قصبي اليابسَ
ويحوِّلُه ناياتٍ تعزفُ لقطيعِ يمامٍ يتفتَّحُ
كقطيعٍ من زهر اللوز .
( هنا انكسر الوزن إن كنتِ صاحيةً أطلقي بعضَ ريشِ اليمامِ
إليَّ وبعضَ جدائلِ شَعركِ بعضَ المشابكِ دبُّوسَ شالكِ
وانتظريني كي أرمِّمَه وأعود ) .
أينَ مضيتِ ؟
تصمتُ ينكسرُ الوزنُ ثانيةً ..
(2)
تقولُ لي : كنتَ بعيداً وأنا كنتُ بعيدةً
ووجهي كانَ يرقبُ الهِلالَ كلَّ يومٍ
كي تجيء .
(3)
أقولُ لها : أمطريني قليلاً من الفِتنةِ واقرعي بابيَ المتيبِّسَ
كنتُ أُراقبُ ظِلَّكِ خلفَ الزُّجاجِ المطرَّزِ
ها أنتِ تقتربين
وهأنذا أتفتَّحُ كالوردةِ فوقَ قوسِ الكمان .
(4)
صغيرتي
إذا كنتِ أنتِ معي
لا أُبالي .
(5)
أقولُ : انتظرتُ كثيراً ولم تأتِ
أغلقتُ بابي ونافذتي وأضأتُ ذُبالاتِ عِطرٍ عتيقٍ
نما في يديَّ
أوانَ لمستُ يديكِ .
(6)
تقولُ : انتظرتُ كثيراً ولم تأتِ
أوقدتُ كلَّ دمي وجلستُ أنتظرتُكَ
في كلِّ زهرةِ لوزٍ
وفي كلِّ هبَّةِ ريح .
(7)
سأرسمُ وجهَكِ في حجرِ البابِ
أيقونةً
وأعلِّقها خرزاً أزرقَ
وقطيعَ حمامٍ زاجلٍ .
الحصن 27-1-2012

m2pack.biz