غريغوار حدّاد قطعة من تاريخ لبنان

غريغوار حدّاد.. قطعة من تاريخ لبنان

غريغوار حدّاد..  قطعة من تاريخ لبنان

منهم من يراكم، باستعجال، سنوات الخدمة في وظيفة ما ليسرع إلى التقاعد، ويسرع التقاعد إليه، ومنهم من لا يتقاعد مما يحسب أنه تكليفه إلا أن يقع على الموت أو يقع الموت عليه. غريغوار حدّاد، الكاهن المتمرد فضلًا عن صفاته الأخرى، من هؤلاء، وعندي أنَّه لم يعمّر إلى الواحدة والتسعين، رغم ما ألمّ به خلال السنوات الأخيرة من منغّصات صحيّة، لجشع في الحياة وإنما من شعور بالذنب أنه لم يؤدّ بعدُ كلّ قسطه بحق تكليفه الذي ولد من أجله في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر 1924. ولكن أيّ تكليف هذا الذي يمكّن المرء أن يُعَمّر كل هذه السنوات، وأن ينذر نفسه خلالها للسماء والأرض معًا، وأن تكون مملكته من هذا العالم وفي مكان آخر، وأن يكتب الكتب والمقالات، وأن يؤسس الجمعيات ويطلق المبادرات، وأن وأن… أي تكليف هذا الذي يكون من صاحبه كلّ هذا ولا ينقضي؟
روائيّة وناشرة لبنانية
رشا الأمير

m2pack.biz