على حافةِ كلِّ هاوية
ساعةَ، تلتفتُ الكلماتُ إليَّ
ساعةَ، يحوِّلُ الشِعرَ، روحي إلى زوبعة
ساعةَ، لا أستطيعُ أن أختارَ أيّ سبيل
تلفظُ روحي جسدي
كرةَ هواء
تستيقظُ أفاعيُّ الضحَّاك في داخلي
وتتحولُ أذنايَّ إلى أُذنيّ الأمير الحمَّار
ساعتئذٍ
أكونُ امرأةً حُبلى بالكون
تُهدّدُ صرخات المَخاضِ بقائي لأكتب
أكونُ البركانَ الذي حنَّ
للدمارِ ليُضيء
أكون ساعتئذٍ شاعراً.
ساعةَ، تُقَلِّمُ روحي أظافر الندم
ساعةَ، يتحولُ ناظريَّ إلى مصدر
إشعاعٍ للحُزن.
ساعةَ، أتقلبُّ كقطٍ
يُغازلُ أُنثاه
يركُلني الكلام
وأصفعهُ
لا أتحملُ ظلِّي
تكونُ ساعتئذٍ متاهةَ انتظار.
أغيبُ كثيرًا عن نفسي
لأحنُّ إليه
لأتعرف عليه
وألبسهُ حين أعودُ بحبّ
كُلّ الساعات التي تعيشُني
تُحولني إلى فوسفورٍ يُضيءُ روحُها،
في بقائي، في متنها مُسنناً يَعدُّ دورات العقاربِ.
ساعةَ، تستُردني عافيةُ الثرثرةِ
ساعةَ، أضحك على الشارعِ تحت قدميِّ
ساعةَ، أحلبُّ الفراغَ ليُرضِعَني
ساعتئذٍ أكونُ
عمود كهرباء
مِقعد طالب
صوتَ مَحرِّك سيارة
أكون ساعتئذٍ
بالوناً خاوياً تجوبُ بهِ الهواء
أكونُ ساعتئذٍ
طفلاً يلعقُّ الموتَ مصاصةً.
ساعةَ، أرمي جسدي بعيداً عني
ساعةَ، أقتطع الوقت شريحة لحم
ساعةَ، أغزلُ الهواء مقصلةً
ساعةَ، أردمُ جدران روحي،
تَقرَّفُ مني سيجارتي
ويتحولُ قلمي إلى أفعى
ساعتئذ أكون
خِواء العدم.
لا تُدرِّكُ هذه الساعات مشيئتي
ولم أُدرِّك بعد
مشيئتي.
تسحبني هاوياتُ كلِّ اللحظات
لكن على حافاتها
يلتقطني ضوءٌ ما
أتبعثرُ
أتبدّدُ
أنكسرُ
أنعرجُ
لأميلَ على ما فاتني،
ساعتئذ أبداً من جديد
أكتبُ لأنسى
أكتبُ لأعيشْ
أكتب لأسحب الحياة تعيشُني
ولا أعيشُها كما تريد.
شاعر سوري
غمكين مراد
مخيلة جميلة عزيزي
شكرا عزيزي أشرف لقرائتك