ضَجَرْ
على باب مقهى وقفتُ
ومن أثرٍ واضحٍ لافتقادِ الهَدَفْ
تعذّرتُ بالملصقات…
عن الباب قلتُ:
سأختارُ طاولةً لا تثيرُ الفضول
فلا تتحرَّكُ فيَّ الشكوك
بأنّي على موعدٍ مُسْتَحقٍّ
وإحدى الصُدَفْ.
على مقعدٍ شاغرٍ، من
وراء الزجاجِ، يحدِّقُ بي
كلُّ من تركوه
ومن سبقوني إليه
بعين التَرَفْ.
عن الباب أعرفُ
أنّي انتظرتُ طويلاً
لأشربَ كأسيَ في عجلٍ
قبل أن أنصَرِفْ.
على باب مقهى
أردتُ الدخولَ إليه
عن البابِ يدركني كلُّ شيءٍ
أَطَلْتُ الوقوفَ عليه،
ومن أثرٍ واضحٍ لازدحام الصوَرْ
لجأتُ إلى الملصقات لأخفيَ،
طائلةً كانت النظراتُ
عن الباب أم لم تَطَلْ،
شعورا غريبا يصاحب هذا
التوقّفْ
شعورَ الغريب، إذا ما التفتَّ إليه
يسيرُ على القدمين، بسوء
التصرّفْ.
هنا وهناكَ
ستلمعُ إحدى الخواطر،
فاضحةً كانت الجاذبيّةُ أم
باحتشامٍ تثير الفِتَنْ.
فلو أستطيعُ لقلتُ لكَ الآنَ:
بعدَ قليل ستولدُ ريحٌ
لتنزَعَ أوراقَ هذا الشَجَرْ
ولو أستطيع لقلتُ:
كما ستقودُ إليه السحابةَ
من قريةٍ في طريق المَطَرْ
ولو أستطيع كَبَحْتُ
عن البابِ إحدى الخواطر:
لو كنتَ تبدو أقلَّ انكساراً،
كمن يذرعون بلُجَّةِ هذا
الزجاج، ذهاباً إياباً،
لما قلتَ وجهاً لوجه:
هنيئاً لمن يتوقّعُ في الأرض منها
الكثيرَ، هنا وعلى باب مقهى،
سيعرفُ مثلي الثَمَنْ.
على باب مقهى وقفتُ،
انغلقتُ، اختنقتُ،
ضجرتُ،
انتظرتُ طويلاً،
ودون سَبَبْ،
تساءلتُ عمَّ أريدُ
وعمَّ أراه وعمَّ يكونُ
وعمَّ اختلَفْ،
ومن ضجرٍ مزمنٍ طاردٍ للأَرَبْ
تناسَيْتُ باباً أخيراً ومصباحَه
الشاحبَ المُنْخَطِفْ،
لعلّي استطعتُ الرجوعَ
إلى البيتِ، وحدي،
برفقةِ هذا الصَخَبْ…
شاعر من فلسطين
عصام دعنا