أجملُ ما في هذه الحربِ أني لم أمتْ
كم كانَ جميلاً أني قطعتُ ‘شارعَ الموتْ’
كانتِ الحياةُ كفَّ طفلةٍ تلوِّحُ في الجهةِ المقابلة
قرأتُ فيهِ ما مرَّ من حياتيْ
فلم يكن سوى تمرينٍ على ما سأعيشُهُ حقاً!
كم كانَ جميلاً أنَّ أحداً لم يبكِ في تلكَ الظهيرةِ
فالمقتولُ كانَ مجهولَ الهوية
حين مددوهُ على الأرضِ تبخَّرَ
ثمَّ تشكَّلَ غيمةً أحاطتْ بالكاميرا التي في يديْ
فلم ألتقط سوى’بطاقتِهِ الشخصية: رصاصةٍ فجَّرت رأسه
وبين الرصاصة والكاميرا رأيتُ الحياةَ ثوبَ أمي الطويلْ
ذلك الثوبُ الذي كنتُ أستمسكُ بهِ طفلاً
وهي تهمُّ بالرحيلْ
كم جميلٌ أننيْ أتشفَّى بكَ
أتغداك قبل أن تتعشانيْ
واحدة بواحدة:
دمَّرْتَ بيتي
رقصتُ وحيداً في العراءِ
قطعتَ رجلَيْ أخي
اشتريتُ حذاءً جديداً على مقاسهما
أخذتَ صديقيْ
فنظرتُ إليكَ بزاويةِ عينِ الثعلبِ
وأنا أمشيْ على الحبالْ
أنتَ لا تعيشُ إلا على زوالِ الآخرينَ
لذلكَ لمْ أعد أعيشُ إلا على زوالِكَ
أيها الموتْ!
جميلٌ كل ما سبق
جميلٌ ما صنعَ الموتُ في هذه الحربِ
وأجملُ منه أني لم أمتْ
ما قيمةُ المرآةِ لولا العينُ؟
ما قيمةُ ما ماتَ فيه الموتُ لو كنتُ ميتاً؟
شكراً سيدي: موتْ
*شاعر من سورية