كَلبٌ سَائِبْ
فِي تَفاصِيلِ نَهارَاتِنا المَلسوعَةِ بالقَلق
مِن بَعد أنْ عوَّدَتنا عَلى أنْ تكونَ مُؤَبَّدَة
في عُصَارَةٍ مِنْ فُولَاَذ
لَمْ أُعُد مُهتَمَّاً بِخَلعِ نظّارتي الطُّبيَّة
وأنَا مُستمتعٌ بِضجيجِ المَقهَى
بَينَما أقْرَأْ أَخَبَارَ الصَّفْحَةِ الأولى مِنَ الجَريدة
فِي مُحَاولةٍ مِنّي لِكَي أَردَّ الْخُرَافَةَ عَنْ أوبرا مُدَّخَرَاتِي
لأنّي أصبَحتُ عَلى شِبهِ يَقينٍ بِأنَّ تَوَقُّعَاتي سَتَبْتَكِرُ قَنَادِيلَ أخرى
وتَرَصِفُهَا مِثل حبَّاتِ بَرَدٍ عَلى كَتفيّ .
سَاعَةَ أُكونُ مُكتَمِلاً بالحُزن
أبدو غَيْر مُطْمَئِن
فيما إذا كُنتُ سَأشمُّ رائِحةَ الفَجْر
ولِهذا دَائِمَاً مَا تَبدو نَافِذَتي مَفتُوحَةً عَلَى طَلَاَسِمَ مُتَوَقّعَة
أمْس،
بكُلِّ مَاعوَّدَتني عَلَيهِ اعُرافُ الحَياة مِنْ تواطُؤ
مَع اتِّجَاهَاتٍ مُعاكِسةٍ لعذوبَتِها
أيَّامَ كُنتُ هَائماً اتمزَّق مِنَ الحُب
وكأني كَلبٌ سَائِب
يعبُر شَوارِعَ مَدينةِ المَوصِل القَديِمَة
مُتجاهلا رعُونَة الصَّقِيع
كَانَت أزهَارُ أحلامي تَتَحَلَّلُ فَجأةً مِن عذوبَتِها
وكأنَّها ضَباب
سَاعةَ تَستَديرُ هَواجسي نَاحِية إنهَاكٍ مُقبِل
لاأملكُ اليومَ مَا يَكفي مِن ضَوء
حتَّى أقتَحمَ عَتمَة خَسَاراتي
وَلَا الَّذِي سَتَمضي إليهِ مِنَ أبوابٍ لَمْ تَطْرُقْها
رُغِمَ أَنّي مُسْتَرْسِلٌ مَعَها باقنعةٍ لهَا رائِحةُ العُشب
لستُ مُهتَمَّاً
سَواءَ كُنتُ أحيا مِثل عَندَليِب
أو شجرةٍ غَلبَها النُّعَاس فِي غَابِة مُوحِشَة.
٭ شاعر عراقي
كَلبٌ سَائِبْ
مروان ياسين الدليمي