والزمن يسيل …

والزمن يسيل …

والزمن يسيل …

هُمْ
– ومهما أجّلوا –
نسيان،
يأخذ بيدي اليوم
بحنّو من ألف الطريق
نسيان مكسو بلحم الذكريات
والأمنيات التي تكلّست،
وبقايا زمن تقصّف…
وها أنا أسير خلفهم
ببطء وتسليم
نمشي
فلا تتداعى أجزاؤنا الملصقة فينا
ويستمر أثرنا أطول،
ندّعي أننا سرب عتيق محارب
يسير عكس التيار… معه
وننسى أن الماء يمحي… أن الماء أبقى
سنبقى؛ هذا ما نكرر
وإنجاب الأطفال هو، عبثاً، أكثر ما سنقوم به عرضة للزوال.
لن نفنى
سنعود فقط،
ستتباعد العناصر
… عقد هزيلة على حبل معلّق في العراء
ستحلّها الريح
يوم تهبّ
وستهبّ.
سنهزّ الرأس
لكن أبداً سنُفهم خطأً
ويبدو هذا اليأس المديد، هزلاً.
أنظر إليكم، إلى نفسي في المرآة،
في الصور
فلا أرانا،
أميل برأسي فلا أرى ظلّنا على الأرض،
كمن أفاق للتوّ، يتأرجح بعدُ بين اللزوجات
ويسمع الصوت ثقيلاً كماء..
لقد كنّا هنا،
لابد أننا كنّا هنا!
كالأسماك العريضة من هنا
النحيلة من هناك،
نتحرك عبر الزمن
ونظنّ بأننا احتللنا من الفراغ يوماً.
حياة نرتديها لنخرج
لا نجيد المشي على حبال ولا رمي الكرات
رُسمت الملامح على وجوهنا ثابتة لتُفرح غيرنا
وما إن نقف في الوسط حتى ترتفع الضحكات.
على لوح الأفعال
نغرس نعالنا للموج
وبطاقات السفر تملأ أفواهنا
في الحلبة ننفثها برّاقة كزبد
لنصدّق ما قيل عنا..
أننا اخترنا
وننسى أن علينا العودة إلى التشابه:
عقد..
هزيلة…
على حبل معلق في العراء.

أساسنا الصمت
لمَ الثرثرة،
لم نهرع مسرنمين!
كلما أراكم تسعون أفرح بصمت
أحب انشغالكم بالتفاصيل
وتناسَيكم الحكيم
وأرضى بأنني مراقب هذا القطار
قدمٌ على حديد العربة
وأخرى على حرّ السكة
الساعة بين الأصابع
النظر إلى الأمام
والزمن يسيل.
شاعرة من سورية

m2pack.biz