هذا فراغُكِ

هذا فراغُكِ

هذا فراغُكِ

هذا فراغُكِ،
وهذا ازدحام الغصنِ بِنورسين.
فصّلي بدلة قصبيّة جوفاء من رحم هذا الغياب
وقدّي الأرجوحة من دبر
ربّما تناثر اليكِ الحمامُ
حتّى تعلّم كيف يطير.
* * *
وعالم يفضي إلى آخر
وسيجارة تُمرّرني للتي بعدها
وفكرة للتي قبلها
وما بين القَبْل والبعدِ أضحوكة عابرة للنجوم
تسألني عنكِ:
كيف نزفت يداكِ حتّى أغرقتنا بالجنون؟
وهذا انتقالي اليكِ منقوصا بجُملتينِ
وبعض حروفٍ لتزيين المشهدِ الداخليّ الخافتِ،
كأنّ رمالي كلّها مصنوعة قربكِ
مخلوقة بمائكِ ممزوجا بالسكّر والحليب.
أبيضُ الدماء كأسوَدها
وأسوَدُها كأخْضرها،
ومن بين كلّ الفصول التي تأتينا إلى الكوخ كلّ عامٍ
ما أزال عاشقا للصيفِ
رغم غياب البحر عن سفح الجبل.
هذا غيابكِ،
صديقةَ البجعاتِ التي لا نراها سوى ثنتينِ في كلّ جوعٍ
ولا ترانا سوى حين تنام،
هذا غيابكِ يذكّرنا بوردةٍ تركناها حافية
عند مهبلِ الغرفةِ القديمة
تحت قدمي عرّافة ما تزال تجهدُ
كي تحصي خيباتنا مفصولة عن طفولة الكوخ.
ببساطة اللفظ، أكلّم جسدكِ المغروس بعناية آخر الحديقة،
أرقبُ انشطار الفجر على مقرب من مائكِ
كأنّي أجدّد توبتي منّي ومنكِ في كلّ آن
كأنّي أقترف الحبّ ليلا
لا لشيء سوى
كي أُسلِم على يديكِ
كلّ صباح.
شاعر تونسي
سليم الحاج قاسم

m2pack.biz