نور عسلية.. هذا العذاب يمثّلني وحدي
باريس «القدس العربي» من راشد عيسى: في يوم ربيعيّ من أيام العام 1941 فجع العالم بانتحار فرجينيا وولف. أثقلت الأديبة المرموقة جيوبها بالحجارة، ثم سارت بخطى حثيثة لتسكن قاع البحيرة القريبة. صباح ذلك اليوم كانت قد كتبت رسالة مرتبكة إلى زوجها تقول في جزء منها «أنا على يقين بأنني سأجنّ من جديد، ولا أظن بأننا قادران على أن نتحمّل مرة جديدة واحداً من تلك الأوقات الرهيبة. لا أعتقد أنني سأتعافى هذه المرة.
تعود النحاتة السورية لتتذكر كيف ولدت لديها تلك الصور، الوجوه والأيدي، تقول، وكأنها تصف اللحظات الأخيرة في موت فرجينيا وولف، «حرّكتني منذ البداية صورة لوجه أنثى، مغمضة العينين، غائبة عن الوعي في لحظات ما قبل الاختناق. هي ميّتة لا محال، ولكنها لم تستهلك بعد آخر أنفاسها. بل إن هذه الصورة أيقظتْني من نومي مراراً؛ وجهٌ منحوت يغلّفه ضباب من قماش أسود شفاف». أما عن اليد، فتقول «كذلك اليد المترقبة، مخنوقة، لا أفق لها».