الإمبراطورية الألمانية

الإمبراطورية الألمانية

الإمبراطورية الألمانية (بالألمانية: Deutsches Reich; دويتشس رايخ) ويطلق عليها أحيانا الرايخ الثاني هي إمبراطورية تأسست عام 1871 بعد اتحاد الدول الألمانية وتنصيب ملك بروسيا فيلهلم الأول إمبراطورا للألمان. تعاقب على حكم الإمبراطورية الألمانية الإمبراطور فيلهلم الأول المؤسس من عام 1871 حتى عام 1888، ثم فريدريش الثالث وحكم أقل من سنة 1888 ثم فيلهلم الثاني حتى عام 1918 حين تحولت ألمانيا إلى جمهورية اتحادية (جمهورية فايمار) بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى.

تكونت الإمبراطورية الألمانية من 27 مقاطعة أساسية (حكمت بواسطة العائلات المالكة في معظم الأحيان). وفي حين أن مملكة بروسيا كانت الأكثر سكانا والأكبر مساحة في الإمبراطورية إلا أن القيادة البروسية للدولة لم تستمر طويلا وحلت محلها القيادات الألمانية. وبحلول عام 1890 أصبح لبروسيا ثلاث قوى منافسة، فكانت الإمبراطورية الروسية تقع في الشرق، الجمهورية الفرنسية الثالثة في الغرب، والإمبراطورية النمساوية المجرية في الجنوب.

بدءا من عام 1850 بدأت ثورة التصنيع في ألمانيا تتسارع، حيث تأسست صناعات في الفحم، الحديد والصلب، الكيماويات، السكك الحديدية. كما قفز عدد السكان في الإمبراطورية من 41 مليون عام 1871 إلى 61 مليون عام 1913. حيث تحولت ألمانيا من بلد زراعي بشكل كبير في عام 1815 إلى بلد يعيش أغلبية سكانه في المناطق الحضرية.

على مدار 47 عاماً هو عمر الإمبراطوية الألمانية، تمتعت فيه بقدر كبير من الإنجازات التكنولوجية والصناعية والعلمية، حيث حصل العلماء الألمان في هذه الفترة على جوائز نوبل في العلوم أكثر من علماء بريطانيا، فرنسا، روسيا، الولايات المتحدة مجتمعين.[3]

كانت الإمبراطورية الألمانية إحدى أهم القوى في العالم، حيث أمتلكت أقوى الجيوش البرية على الإطلاق آنذاك، بالإضافة إلى البحرية الألمانية التي انتقلت من كونها شيئا لا يذكر إلى ثاني أقوى بحرية في العالم بعد البحرية الملكية البريطانية في خلال عشرة سنوات. عزل المستشار الألماني المعروف أوتو فون بسمارك في عام 1890 بعد وفاة الإمبراطور فيلهلم الأول، وقام ابنه فيلهلم الثاني بانتهاج سياسة خارجية ساهمت في استعداء معظم القوى الأوروبية لألمانيا وساهمت في عزلتها أكثر. حيث كانت المستعمرات الألمانية الصغيرة في أفريقيا والمحيط الهادئ شيئا لا يذكر بالمقارنة بما لدى كلا من فرنسا وبريطانيا، وعندما جائت أزمة 1914 وأوشكت الحرب العالمية الأولى على النشوب، لم يكن يتبقى من حلفاء لألمانيا إلا الإمبراطوريتين الضعيفتين الدولة العثمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية.

مع بدء الحرب كانت خطة ألمانيا هي احتلال باريس في عام 1914 بشكل سريع ولكن فشلت هذه الخطة مع تحالف فرنسا وبريطانيا على الجبهة الغربية ووصل الأمر إلى طريق مسدود بلا أي تقدم، كما ساهم الحصار البحري البريطاني في أزمات نقص الغذاء المتكررة في ألمانيا. على المقابل في الجبهة الشرقية استطاعت ألمانيا هزيمة الإمبراطورية الروسية ووقعت معها معاهدة بريست-ليتوفسك والتي اعترفت روسيا بموجبها باستقلال كلا من أوكرانيا، بيلاروسيا، لتوانيا، لاتفيا، استونيا، فنلندا وتسريح الجيش والاسطول ودفع تعويض بمقدار 6 مليارات مارك ألماني وتسليم ألمانيا سفن اسطول البحر الأسود. وبعد إبرام معاهدة بريست احتل الجيش الألماني كلا من أوكرانيا وبيلاروسيا ومنطقة البلطيق

كان العامل الفاصل في الحرب هو دخول الولايات المتحدة الحرب ضد ألمانيا، فامتلاكها لاحتياطات كبيرة من النقود، الطعام، الجنود والأسلحة ساهم بشكل كبير في أن تميل الكفة لصالح الحلفاء. كانت المحاولة الأخيرة هي هجوم الربيع 1918 بقيادة كلا من باول فون هيندنبورغ وإريك لودندورف (قبل وصول القوات الأمريكية). فشلت هذه العملية وبحلول شهر أكتوبر كانت القوات الألمانية تتراجع، كما تركت كلا من تركيا والنمسا الحرب وفقد الشعب الألماني ثقته وإيمانه بالنظام السياسي القائم.

إنهارت الإمبراطورية الألمانية وتفككت خلال الثورة الألمانية في 1918 وتولت جمهورية فايمار زمام الأمور.

بعد الحرب العالمية الأولى خسرت ألمانيا مجموعة من الأراضي لصالح دول الجوار منها إقيلمي الألزاس واللورين (اللذان احتلتهما ألمانيا في الحرب الفرنسية البروسية) على الحدود مع فرنسا، كما خسرت مدينة دانزيغ لصالح بولندا

m2pack.biz