هل طرد الوزير المسرحيّ البدويّ من مكتبه؟
طرد وزير لممثلٍ من مكتبه ليس مشهداً من مسرحيّة مغربيّة، بل هو ـ حسب بيان توصلت إليه “سيدتي نت” ـ أمر صدر من قبل وزير الثقافة المغربيّ محمد أمين الصبيحي بحقّ الفنّان عبد القادر البدويّ، ما خلّف الكثير من الاستياء في نفس الفنّان الذي يعيش وضعاً صحيّاً دقيقاً نتيجة المهانة التي تعرض لها، من دون مراعاة تاريخه الفنيّ الطويل.
الموقف الذي كانت ابنة البدوي شاهدة عليه، أكّدته لـ”سيدتي نت”، حيث قالت الممثلة والمخرجة حسناء البدوي:”حضرت بصفتي المديرة الفنيّة لمسرح البدوي مع الفنّان عبد القادر البدوي، من أجل الاجتماع بوزير الثقافة، بقصد تنظيم الدورة 41 لمهرجان “إفران”، بعد أن تعطّلت الدورة الأربعين بسبب تماطل مقصود من طرف وزارة الثقافة في بعث المراسلة لمجلس عمالة إفران التي وصلت متأخّرة، ما أثّر في انطلاق المهرجان في موعده. وقد وعدنا الوزير أن يُصحح هذا الخطأ في الدورة 41، ووعدنا كذلك ليس بدعم المهرجان فقط بل بافتتاحه”.
وتضيف حسناء القول: “لكننا صدمنا في الاجتماع مع الوزير في الأسبوع الفارط بخصوص المهرجان، فكان بارداً جداً في تعامله مع الموضوع، كما كانت نبرته حادّة، وأبلغنا أنّه لن يدعم هذا المهرجان، لأنّه ليس لديه ميزانية، مع العلم أنّ دعم الوزارة للمهرجان لم يتعدَّ يوماً 60000 درهم، أي أقلّ من 6000 دولار.
احتجّ والدي على الوزير، وذكّره بوعوده، كونه يتخلّى عنها ويُريد أن يُلغي مهرجاناً أصبح جزءاً من الذاكرة الثقافية والوطنية. لقد حكم وزير الثقافة على المهرجان بالإعدام، وهو يعلم جيّداً أنّ هذا الحدث الوطنيّ المستقلّ لا يتحمّس له المحتضنون الذين يكونون معظمهم من داعمي الثقافة الفرانكوفونيّة. وعندما حاول عبد القادر البدوي أن ينبّهه إلى هذه النقطة، طلب منه مغادرة مكتبه، وأعلن عن إنهاء المقابلة بطريقة فجّة، ممّا أثر على والدي صحيّاً. ومن يومها، وهو طريح الفراش. وبعد أن أصدرنا بياناً نطالب فيه برحيل وزير الثقافة ردّ ديوانه ببيانٍ كلّه افتراءات وإهانات واتّهامات لعميد المسرح المغربيّ بالابتزاز والشحاتة وممارسة الريع”.
وقد أصدر ديوان الوزير بياناً مضاداً، تلقّى “سيدتي نت” نسخة منه، وفيه أنّ “الفنان عبد القادر البدويّ الذي تمّ استقباله مرّات عديدة، احتراماً وتقديراً لتاريخه وإسهاماته في المجال المسرحيّ، مضيفاً أنّه “واحتراماً لتاريخ وإسهامات السيد عبد القادر البدوي، عملت الوزارة خلال سنة 2012 على دعم الجولة الخاصّة بمسرحية “حكمة الأجداد”، بالإضافة إلى الدعم المقدّم من قبل المسرح الوطنيّ محمد الخامس لنفس الجولة وفي نفس السنة. وتعاقدت الوزارة سنة 2013 مع الفنان لدعم مسرحية “الأرض”. وهكذا تكون الوزارة قد خصّصت لفرقة مسرح البدوي خلال أقلّ من سنتين حوالى 750.000,00 درهم.
كما تمّ توفير النقل لجولات فرقة البدويّ بواسطة سيّارة المسرح الوطنيّ محمد الخامس لبعض المدن خارج الدار البيضاء.
وقامت بتكريمه بطبع كتاب جديد عن حياته وقد كنا بانتظار القرص المدمج المتضمّن لهذا المؤلف.
أمّا بالنسبة لمهرجان إيفران موضوع النزاع، فالوزارة ليست المسؤولة عنه لتلغيه، فهو من تنظيم فرقة مسرح البدويّ. وقد راسلت الوزارة في السنة الماضية، بطلب من الفرقة، العمالة والمجلس البلديّ لإيفران في الموضوع للتعاون على دعمه كما التزمت الوزارة، هذه السنة، كذلك في إطار البحث عن موارد لهذا المهرجان، بالتدخل لدى بعض المؤسّسات الحكوميّة والخصوصيّة للحصول على دعم لهذه التظاهرة التي تبقى الصلاحية لمنظّميها لوحدهم لإقامتها أو إلغائها”.