الحكاية الخرافية
إنَّ الحديث عن الحكاية الخرافية هو حديث عن مفهومها ونشأتها، ويمكن تعريفها على أنها قصة قصيرة تحمل معنى أو عبرة أو موعظة، وهي تعتمد على شخصيات مُختلقة وغير بشرية، فالشخصيات التي تؤدي الأدوار في الحكايات الخرافية غالبًا ما تكون حيواناتٍ أو نباتاتٍ أو جمادات، أضفى عليها الكاتب صفة بشرية فجعلها تتكلم وتنطق كالبشر مؤدية دورها في إتمام القصة المُرادة، ويمكن أن تكون الحكايات الخرافية حكاياتٍ شعريّة أو حكايات نثرية، وقد ظهرت هذه الحكايات الخرافية عند كلِّ الشعوب القديمة تقريبًا، وقد اشتهرَ عدد من الحيوانات بصفات مشتركة في كثيرة من الحكايات الشعبية، مثل البومة التي اشتهرت بأنها تدل على الخراب في بعض الحكايات، واشتهرت بالحكمة في حكايات أخرى، والثعلب الذي اشتهر بالمكر والحيلة.
وقد نشأت الحكاية الخرافية لأول مرّة في اليونان والهند القديمة، حيث اشتهر في اليونان راوٍ يوناني، وهو عبد عاش عام 600 قبل الميلاد، واسمه يعسوب، وقد عُرف بقدرتِهِ قص الحكايات التي تجمع الحكمة والموعظة مع حس الفكاهة، على ألسن الحيوانات، وقد اشتهر عند العرب ابن المقفع الذي كانَ له باع طويل في الحكايات الخرافية التي يقصها على ألسنة الحيوانات، كحكاية كليلة ودمنة، وهي حكاية فارسية ترجمها ابن المقفع للغة العربية، وهي تختص بعرض القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية العظيمة، ولكن بصورة غير مباشرة والهدف منها التعليم والتوجيه لكافّة أفراد المجتمع. [١]