قصص أطفال عالمية
تمتلك القصص بجميع أنواعها وتصنيفاتها قيمة كبيرة، كيف لا وهي من أفضل الأساليب التعليمة والترفيهية في نفس الوقت، حيث استخدمت القصص منذ القدم في تعليم الأطفال الحكمة الصفات الحسنة، كما تم استخدامها أيضاً لنقل أخبار الأمم المتعاقبة للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم ولم تقتصر الاستفادة من القصص على الأطفال فقط حيث أنَّها تعد أسلوب جذاب للتعلم حتى للكبار، ولا يمكن تجاهل القيمة الترفيهية التي تقدمها القصص لمختلف الفئات العمرية، لذلك سنتطرق في هذا المقال لأحد أشهر قصص الأطفال العالمية تناقلها التراث العالمي وتحمل في طياتها بعض العبر التي يجب تعليمها للأطفال.
الراعي البسيط (قصة من التراث اليوغسلافي)
يحكى أنَّ رجل ثري عاش في أحد الأزمنة وكان طيب القلب كريم لا يترك محتاجاً إلا وساعده ولا عابر سبيل إلا وقدم له المأوى والمأكل، لذلك شاع صيته في البلد الذي يعيش به وبدأ جميع الفقراء والمحتاجين بالتهافت إلى منزله للحصول على الأموال والمساعدات، ولم يكن من الرجل إلا أن يقدم لهم بسخاء ودون أي تردد أو حتى تفكير.
لم ينتبه الرجل إلى أنَّ الأموال تناقصت بشكل كبير وشارفت على النفاذ، وبالفعل بعد وقت قصير وجد الرجل نفسه أفقر الأشخاص، ولكنه لم يندم على ما فعله وكان سعيداً للغاية، بسبب فقره بدأ الرجل يعمل برعي الأغنام بكل قناعة، ولكنه كان يمتلك زوجة متطلبة تلومه دائماً على ما فعله وتتدخل في شؤونه وقراراته بشكل كبير، وبسبب طيبة قلبه لم يكن يوبخها أو يؤذيها.
في أحد الأيام وخلال تواجد الراعي بالقرب من الغابة شب حريق، فذهب كي يستطلع الأخبار وإذا بأفعى وسط النيران تحاول النجاة بحياتها، ما كان من الراعي في تلك اللحظة إلا أن يهب لمساعدتها، فهو طيب ومعتاد على مساعدة الأخرين مهما كانت صفاتهم، وبالفعل تمكن الراعي من انقاذ الأفعى، وفي تلك اللحظة تفاجئ الراعي بأنَّ الأفعى تتكلم وتشكره، وطلبت منه الذهاب معها إلى مملكة الأفاعي كي تقدمه لوالدها الحاكم ويكافئه على إنقاذه لها.
انصاع الراعي لطلب الأفعى الصغيرة وذهب معها إلى مملكة الأفاعي، ولكن وهم في الطريق طلبت الأفعى من الراعي أن يختار تعلم لغة الحيوانات كمكافئة بدلاً من الأموال والكنوز، وبالفعل أخذ الراعي بنصيحة الأفعى وطلب من الحاكم تعلم لغة الحيوانات، ووافق الحاكم على طلب الراعي واشترط عليه ألا يخبر أحد بسره وإلا سوف يفقد حياته.
بعد هذه الحادثة استيقظ الراعي بالمرعى وظن أنَّه كان يحلم، ولكنه سمع كلبه يكلمه لذلك تأكد بأنَّ ما حدث معه كان حقيقة، في تلك اللحظة وقف طائرين على الشجرة التي كان يستظل بها، وبدءا يتحاوران حول الراعي بأنَّه دائماً نائم ولا يعلم بأنَّ تحته كنز، سُر الراعي مما سمعه بدأ على الفور بالحفر ووجد الكنز.
عاد الراعي إلى بيته فرحاً لكونه عاد ثرياً وبدأ يحلم بمساعدة الأخرين، ولكن زوجته توعدته بالضرب إذا عاد إلى ذلك، وذكرته بأنَّه خسر كل ما يملك من قبل بسبب مساعدة الأخرين، ولم يتوقف تدخل الزوجة عند هذا الحد بل حاولت أن تعلم كيف تمكن من الحصول على الكنز، ولكنه لم يخبرها أبداً.
مرت الأيام وعاش الزوجين بسعادة، وفي أحد الأيام وخلال عودة الزوجين من السوق على ظهر الأحصنة بدأ الحصانين بالتحاور، وقال الحصان الذي يمتطيه الراعي للأخر” لماذا تسير ببطء؟” فأجابه بأنَّه يحمل شخصين الزوجة والجنين الذي في بطنها، لم يتمالك الراعي نفسه وراح يهنئ زوجته بالحمل، ثارت الزوجة وبدأ الفضول يسيطر عليها فهي لم تخبر زوجها بالأمر وارادت أن تعلم كيف تمكن الراعي من معرفة أنّها حامل وراحت تصر بشدة على ذلك، لم يعرف الراعي بماذا يجيب زوجته وبسبب إصرارها قرر أن يخبرها بالحقيقة ولكن قبل ذلك قام بتحضير قبر لنفسه وجلس فيه استعداداً للموت بعد أن يفشي بسره.
في ذلك الوقت جاء كلب الراعي عنده وبدأ بالبكاء ثم قدم الديك الذي يعيش بالقرب من المنزل وقال للكلب “لماذا تبكي فهو يستحق الموت لكونه غبي وجاهل ويريد أن يموت لكي يشبع فضول زوجته فقط”، في تلك اللحظة أدرك الراعي بأنَّه كان على خطاء طوال حياته وراح إلى زوجته وبدأ بضربها وتوبيخها على أسلوبها الفض معه.
ومنذ ذلك الوقت عاش الراعي بسعادة كبيرة مع الحيوانات التي تعيش بالقرب من منزله دون أن تعكر زوجته صفو حياته.