سلطات الأمن في الخرطوم تمنع إعلان جائزة الطيب صالح للإبداع
الخرطوم «القدس العربي»: لم يتمكن مركز عبد الكريم ميرغني من إقامة فعاليات الدورة الثانية عشرة لجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، التي كان مقرراً تنظيمها أمس الأول الثلاثاء في مدينة أم درمان، لعدم حصوله على تصديق من جهاز الأمن .
وقال وليد سوركتي مدير المركز إن إعلان الجائزة ارتبط بيوم 21 تشرين الأول/اكتوبر وهو اليوم الذي أقيمت فيه احتفالات تقديم الجائزة منذ إنشائها، وظلت تقدم طوال 12 عاما، مشيرا الى أن جهاز الأمن طلب تحويل تسجيل المركز من اتحادي إلى ولائي.
وأضاف ل«القدس العربي» أن المركز تم تسجيله ضمن المراكز الثقافية المدنية التي تتبع من حيث إجراءات التسجيل للحكومة المركزية بطلب من وزير الثقافة السابق د. أحمد بلال ضمن مراكز أخرى، وذلك للدور الكبير الذي يلعبه، لكن السلطات الأمنية طلبت ضرورة إعادة تسجيل المركز ضمن مراكز ولاية الخرطوم، وأن هذا الأمر أخذ وقتا طويلا وتطلّب إجراءات روتينية عقيمة حسب وصفه ولم يكتمل التسجيل حتى الآن.
وقال إن السلطات لم تسمح لنا بإقامة هذا المنشط الثقافي، رغم الخطاب المستلم من وزارة الثقافة الولائية، الذي يسمح لنا باستمرار العمل إلى حين اكتمال الإجراءات وأضاف: «نص الخطاب على أن المركز بصدد التسجيل، ويُسمح له بإقامة فعاليات جائزة الطيب صالح في دورتها الثانية عشرة، وما يصاحبها من ندوات في الفترة الواقعة بين 19 و21 أكتوبر، لكن حين تم تقديم هذه الشهادة إلى السلطات الأمنية، لم تقبل بها ،وألغت بذلك إقامة الفعالية».
وقال وليد سوركتي إنهم بصدد متابعة الإجراءات وإعلان موعد جديد لتقديم الجائزة متى ما سمحت السلطات بذلك، مشيرا الى اكتمال كافة الجوانب الفنية والادارية المتعلقة بالجائزة والفعاليات المصاحبة لها.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، هو مؤسسة مستقلة أنشئت عام 1998 تخليداً لذكرى الرائد في العمل التطوعي عبد الكريم ميرغني، وانطلقت جائزة الطيب صالح في عام 2002، وهي عبارة عن مبادرة من الأديب الطيب صالح نفسه، حيث بدأت الفكرة عندما جمع أصدقاؤه ومحبوه مبلغ 20 ألف دولار لشراء منزل له، إلا أنه تنازل عن المبلغ لصالح جائزة تعمل على تطوير الكتابة السردية في السودان، فتم وضع المبلغ كوديعة يصرف من ريعها على جوائز هذه المسابقة، وتوجد جائزة أخرى باسم الطيب صالح تتبناها شركة زين للاتصالات وهي مختلفة عن الجائزة الأولى وترعاها الدولة رسميا.
وفازت بالدورة الحادية عشرة للجائزة التي منع إعلانها هذا العام، رواية «كنداكيس» للكاتب أحمد المصطفى الحاج ومنحت الشهادة التقديرية لرواية «الفاني» للكاتب عمر الفاروق محمد نور الدائم.
وظلت الجائزة والندوات المصاحبة لها تشكل حدثا ثقافيا مهما يشعل الحماس في الساحة الثقافية كل عام، وتتم طباعة الأعمال الفائزة، ولم يسبق أن تدخلت السلطات لمنع قيام الجائزة منذ تأسيسها، لكن تم منع أنشطة ثقافية أخرى تقام بمركز عبد الكريم ميرغني.
ومما يجدر ذكره أن المراكز الثقافية في السودان لا تمارس نشاطها الروتيني المعتاد من دون الحصول على إذن من جهاز الأمن في كل مرة، رغم أن هذه المراكز تحصل على ترخيص من وزارة الثقافة للقيام بعملها.
صلاح الدين مصطفى
السبب بسيط جدا إن يوم منح الجائزة يوافق ثورة 21 أكتوبر