قصة غسان كنفاني وغادة السمان
تعدًّ رسائل الحب الورقية التي كان يكتبها العشاق ويرسلونها لبعضهم مجرد رسائل غرامية تحمل في طياتها ما تحمله من حب ومن كلمات رقيقة تثير مشاعر المُرسل إليه، ولكن رسائل غسان كنفاني وغادة السمان كان رسائل إنسانية قومية أدبية عظيمة، لأنَّها كانت بين أديبين حفرا اسميهما في ذاكرة الأدب العربي، كانت رسائل غسان كنفاني وغادة السمان وثائق رسمية شاهدة على حبٍّ واعٍ عاقل عميق، لم يشهد الأدب العربي مثيلًا له، وتظهر هذا القيم العظيمة التي حملها هذا الحب من خلال قراءة رسائل غسان كنفاني وغادة السمان التي نشرتها غادة السمان بعد وفاة غسان كنفاني المبكرة، وقد أظهرت هذه الرسائل كمية الحب الهائلة التي كان يحملها قلب غسان الشاعر الإنسان، ذلك الرجل المناضل الذي على نضاله وقضيته التي حارب من أجلها إلَّا أنَّه كان يحمل قلبًا شاعرًا ينبض بالحب والجمال. [٣]
لقد استطاع غسان كنفاني أن يقدَّم صورة جلية للمناضل الفلسطيني العاشق، ليس المناضل العاشق لأسوار عكا ودروب حيفا ويافا فقط، بل العاشق للمرأة بكلِّ ما فيها من أنوثة وإنسانية وأدب وجمال، وهذا ما أوقع غسان في حب غادة السمان الكاتبة السورية التي حملت أنوثة الشام معها إلى بيروت، ومن أجمل ما جاء في رسائل غسان كنفاني وغادة السمان أو من أجمل ما قال غسان في رسائله التي نشرتها غادة، ما يأتي: [٤]
“لا تكتبي لي جوابًا، لا تكترثي، لا تقولي شيئًا، إنَّني أعود إليك مثلما يعودُ اليتيم إلى ملجئِهِ الوحيد، وسأظلُّ أعود: أعطيك رأسي المبلل لتجففيه بعد أنِ اخْتَارَ الشَّقِيُّ أنْ يسيرَ تحتَ المزاريبِ”.
“أنتِ في جلدي وأحسُّك مثلما أحسُّ فلسطين، ضياعهما كارثة بلا أي بديل!”.
“أنا لا أستطيعُ أنْ أجلسَ فأرتِّقَ جراحِي مثلما يرتِّقُ النَّاسُ قمصانَهم!”.
“سأظلُّ أناضلُ لاسترجاعِ الوطن؛ لأنَّه حقِّي وماضيَّ ومستقبلي الوحيدُ، لأنَّ لي فيهِ شجرةً وغيمةً وظلًا وشمسًا تتوقد، وغيومًا تمطِرُ الخصب وجذورًا تستعصي على القلع”.
المراجع[+]
↑ من هو غسان كنفاني؟, ، “www.arageek.com”، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرّف
↑ غادة السمان, ، “www.marefa.org”، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرّف
↑ رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان, ، “www.abjjad.com”، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرّف
↑ إلى من لم يكن قلبه مضخة صدئة: رسائل غسان إلى غادة, ، “www.ida2at.com”، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-02-2019، بتصرّف