وفقاً للأرض … وفقاً للسماء

وفقاً للأرض … وفقاً للسماء

وفقاً للأرض …  وفقاً للسماء

أتباع الضجر
يطوّقون الأساطير،
ويتهمون الشعر بأنه صلاة فاسدة..
حتماً هم سبب وجوم الأبدية.
لن تنطفئ عظمة حيرتكَ،
وأنت تصطكّ شغفاً.
هل تنتظر انقضاض الصاعقة،
كي تتخلّص من مشقّة هذا البقاء؟
كيف تأوي إلى سكينتك،
وكل أفكارك مشرّعة على الغيب؟
ها هي عزلتك تتطاول..
تُلحق الضرر بك.
متى ستعاني من سَكرات الوصول؟
تحت جنح الغيب ستستولي عليكَ الأرواح الرطبة،
ستُفقِدك اتصالك مع الذي كان..
حقيقتك الآن ..
أنك لا تريد بالعودة.
ماذا بعدك أيتها القمم الداكنة..
ثمّة غيوم في الرأس ..
أين ننهمر؟
لمّا اخترنا المشي مع النهر،
لم نجزع حينما سقطت وجوهنا فيه.
كل همّنا كان أن نأخذ الطريق المختصرة إلى التلال المشمسة.
كم كنت صغيرة وخائفة،
حينما تكاثرت الأسرار على جسدي الناحل المتذمّر!
وكأنها كانت تدرك..
الثمن الباهظ لدويّ الخيال في حيرتي.
في تمام الدهشة
صرتُ أشكّ في كل شيء.
أصوات العالم تأخّرت،
وثمة رمال تتحرّك
لتعتقل فرحة النجوم.
سأقف بعيدة، وأُصغي إلى لغة الوجود.
لا ريب أن هناك من سيوزع النور يوماً..
وفقاً للأرض..
وفقاً للسماء..
ريثما تُمهّد القلوب المتوازية لضراوة الانبعاث.
لن أدخل في صبركَ الآن
سأنتظر حتى أطمر وساوسي..
لم يخفت طنين أذني بعد.
ما الفرق بين أن يصبر الألم عليك،
أو تصبر على الألم؟
ها نحن نتقشّر، مع أننا لم ننضج بعد.
ما إن ندخل في فراغات الروح
حتى تبهت علامات الطريق.
حينها سنتذكر
كيف مرّ زمننا سريعاً،
كما الفاتك المبدع الذي
لم يرحم أحدا،ً
ولم ينجُ منه أحد.
كيف أُترجم لغتك الصبورة؟
ساعدني…
كي لا أؤذي صمتك.
لن ترحمنا أصوات هذا المساء،
ها هي تقبض على الذاكرة ببراهينها المتّقدة.
ممَّ نهرب الآن؟
والوصية الصعبة تزداد لمعاناً..
تزداد مكراً.
أجبني..
هل ستبقى تلك المداخن تخفّف عن المدينة..
تخفّف عني ..
مهما مالت السماء؟
حتماً ستتأخرّ الرحلة..
بسبب الأصدقاء الذين نزلوا من الحافلة..
بسبب الأصدقاء الذين سقطوا من الحافلة..
البقية الباقية لا تكفي.
شاعرة من سوريا

m2pack.biz